تحدث مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ في اختتام فعاليات ملتقى "إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمسْتَهْزِئِينَ" لنصرة النبي صلى الله عليه وسلم أمس الأول الذي تقيمه الجمعية العلمية السعودية لعلوم العقيدة والأديان والفرق والمذاهب ويستضيفه نادي الثقافة الإسلامية بجامعة الملك سعود. وحذّر سماحة المفتي من التعرض لولاة الأمر في المنابر والمواقع الإلكترونية والفضائيات، عادّاً هذا المسلك مخالفاً لمنهج السلف الصالح. وأكد حق الولاة الكبير، ولافتاً إلى أنه لا معصوم من الخطأ، وأضاف: أن نقد الولاة علناً وعلى المواقع والمحطات الفضائية الشريرة ونقد المجتمع علناً خطأ ومن فساد الأخلاق والعقيدة، مؤكداً وجوب أن يكون لنا موقف مع ولاة الأمر وهو شد أزرهم والتعاون معهم وإبداء النصح فيما بيننا وبينهم، مشدداً على أن تصويب الأخطاء ليس بالتشهير والاتصال بالقنوات الفضائية. وأبدى المفتي آل الشيخ أسفه من أن بعض القنوات تطرح مواضيع تتناول مجتمعنا وكأنهم يحرضون الأعداء علينا وقال: لا يجوز ويجب أن يكون لنا موقف من التعاون والتعاضد وأن نصلح الأخطاء بالطرق السليمة دون تشهير وسب الولاة. وأضاف: هذا لا يصدر إلا من مريض يريد الفتنة، مشيراً إلى أن بلادنا لو قارناها بغيرها من البلدان لعلمنا أن في هذا سراً عظيماً وتوفيقاً من الله ثم ما أهدى به الله قادتنا من رأي سديد وتعامل مع الأحداث، مما جنب هذه البلاد المشاكل لأن سياستها حكيمة تنظر إلى الأمور نظرة تأملية حكيمة. وفي رد لسماحته حول دعاة الضلال في كثير من وسائل الإعلام المختلفة الذين يلبسون الحق بالباطل أكد سماحته أنه يجب على طلاب العلم أن يصغوا لهذه البرامج وما رأوه باطلاً ينبغي أن ينبهوا عليه لأن بعض المحطات تدعو إلى الكفر والضلال وفساد الأخلاق والانحراف وإلى الفوضوية، وبعضها يسلط على هذه الدولة ينقدها ومناهجها وعقيدتها ومبدأها ووحدتها، وكل هذه من الأحقاد الدفينة ويجب علينا أن يكون لنا موقف من أي قضية وأي قناة نشتم منها هذا الكلام أن نناقش باطلها بحجة حتى نبين للناس خطأ هذه القناة وفسادها وضلالها. وحول المواقع والتقنية الحديثة قال إنها مليئة بشؤون كثيرة وبها خير وبها شر لكن طلاب العلم الذين عندهم قدرة على التعامل مع التقنية الحديثة ومقارعة الحجة بالحجة وقدرة علمية فليجتهد ويستعن بالله ويجاهد في نصرة هذا الدين ودحض كل الشبهات والأباطيل. وعن الغضب والدفاع غير المنضبط في الدفاع عن الرسول من بعض طلبة العلم أوضح سماحة المفتي أن الموقف يجب ألا تأخذه العاطفة، وإنما المطلوب إيضاح الحق والدفاع عن النبي ودحض الشبهات الباطلة ولكن بأصول وضوابط، أما الفوضوية فقال إنها لا تصلح ولا تحقق شيئاً، بل إنها تزيد الأمر شدة. وأضاف: إذا وضح الحق والسبيل وبينا خطأ أولئك وأن مقالتهم خاطئة أرجو وأن يكون فيه خير. حسب (الرياض).