شهدت منطقة الطيونة و"العدلية" في بيروت، اليوم الخميس، اشتباكات وإطلاق نار، فضلا عن قذائف صاروخية، بالتزامن مع تحركات دعا إليها أنصار مليشيا حزب الله وحليفته "حركة أمل"، أمام قصر العدل ضد المحقق في هذا الملف، القاضي طارق بيطار. وأظهرت مشاهد التقطت من عين المكان، أحد الأشخاص ملقى على الأرض ومضرجا بالدماء، كما شوهدت أعداد كبيرة من المحتجين يهرولون على وقع أزيز الرصاص، بحسب الحدث. فيما بينت مقاطع مصورة عناصر بلباس أسود (غالبا من أنصار حزب الله) يختبئون خلف مستوعبات النفايات، يطلقون النار من رشاشات كانت بحوزتهم. وفي حين أفادت مراسلة العربية، بأن التظاهرة أمام قصر العدل فضت، انتشر عناصر الجيش بكثافة في المنطقتين (الطيونة والعدلية)، كما هرعت سيارات الإسعاف إلى المنطقة. كما أوضحت أنه تم تسجيل سقوط قتيل وفق المعلومات الأولية، وإصابة 8 أشخاص في منطقة الطيونة التي تحمل رمزية في البلاد، كونها شكلت خلال سنوات الحرب الأهلية خطا فاصلا بين ما كان يعرف حينها ببيروتالشرقية والغربية. حالة استنفار في المقابل، دعا رئيس الوزراء نجيب ميقاتي إلى الهدوء وعدم التصعيد، بينما شهدت منطقة الخندق الغميق في العاصمة اللبنانية، تجمعات كبيرة لأنصار حركة أمل وحزب الله. وتأتي تلك الاشتباكات بعد أن شن حزب الله حملات متكررة وانتقادات ضد بيطار، متهما إياه بالاستنسابية وعدم الحيادية، ومشككا في مصداقيته. كذلك لوح بالانسحاب من الحكومة، وتحريك الشارع أيضا في وقت حساس تعيشه البلاد، وسط ارتفاع حدة التوتر حول هذا التحقيق، وتدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية.