قوميز: مواجهة الرياض "نهائي جديد".. ونركز على التفاصيل والخروج بأفضل نتيجة    بنزيما يحظى بإشادة عالمية بعد فوز الاتحاد على الاتفاق    الداخلية: تطبيق غرامة مالية تصل إلى (50.000) ريال بحق الوافد الذي يتأخر عن المغادرة عقب انتهاء صلاحية تأشيرة الدخول الممنوحة له    رئيس جمهورية المالديف يستقبل إمام الحرم النبوي    ارتفاع أرباح البنك الأهلي السعودي إلى 6 مليارات ريال محققاً أعلى أرباح تاريخية ربع سنوية في الربع الأول 2025    الصين تضيف تكنولوجيا متطورة إلى شبكة تلسكوب مصفوفة الكيلومتر المربع العالمية    انعقاد الملتقى السعودي الصيني لتعزيز التعاون والتبادل الأكاديمي في التعليم العالي ببكين    ضرورة الذكاء الاصطناعي: 5 خطوات ينبغي اتخاذها للارتقاء بخدمات القطاع العام    تمكين الأوقاف تحتفي بتخريج الدفعة الأولى من الزمالة المهنية في الأوقاف    انطلاق منافسات ختامية مسابقة القرآن الوزارية بتنافس مائة طالب وطالبة بمكة اليوم    ارتفاع النفط إلى 66.62 دولارًا للبرميل    أمير منطقة جازان يشرّف حفل أهالي فرسان    امطار خفيفة على اجزاء من الرياض والشرقية    بحثا الموضوعات ذات الاهتمام المشترك.. وزير الداخلية ونظيره العراقي يستعرضان سبل تعزيز التعاون الأمني    إعلاميون ل"البلاد": الأهلي مؤهل للتتويج ب" نخبة آسيا" بشروط!!    في الجولة 30 من يلو.. نيوم للصعود رسمياً لدوري الكبار    الذهب يتجاوز 3400 دولار للأوقية    الأمن العام يحذر: الرسائل المجهولة بداية سرقة    مُحافظ وادي الدواسر يفتتح دراسة مساعدي مفوضي تنمية القيادات    رأس الاجتماع الدوري للجنة السلامة المرورية بالمنطقة.. أمير الشرقية: القيادة الرشيدة حريصة على رفع مستوى الأمان على الطرق    "فلكية جدة": لا صحة لظهور الوجه المبتسم بسماء السعودية    رائد فضاء يعود في يوم عيده ال70 إلى الأرض    ولي العهد ومودي يبحثان التعاون الثنائي وتطورات الإقليم والعالم.. الرياض ونيودلهي.. علاقات راسخة في عالم متغير    انطلاق معرض الصقور والصيد السعودي في أكتوبر المقبل    إطلاق مبادرات مشتركة لخدمة المجتمع وترسيخ القيم.. الثقافة توقع اتفاقية مع "تيك توك" لتطوير مهارات المواهب    بعد وفاته.. حكم قضائي ضد حلمي بكر لصالح طبيب شهير    تناقش التحديات الاقتصادية العالمية.. وزير المالية يرأس وفد المملكة في اجتماعات الربيع    ضمن مساعي توفير المزيد من فرص العمل للمواطنين.. توطين41 مهنة في القطاع السياحي    ظاهرة الكرم المصور    فوائد    حكاية أطفال الأنابيب (1)    محافظ الطائف يناقش احتياجات سكان المراكز الإدارية التابعة للمحافظة    أمير تبوك يستقبل رئيس وأعضاء جمعية الوقاية من الجريمة (أمان ) بالمنطقة    محافظ الزلفي يدشّن اسبوع البيئة تحت شعار بيئتنا كنز    هل ينتهك ChatGPT خصوصية المستخدمين    تهديدات تحاصر محطة الفضاء الدولية    أمير القصيم يكرم الطلبة والمدارس بمناسبة تحقيق 29 منجزًا تعليميا دوليا ومحلياً    فرص الابتعاث الثقافي في قطاع السينما    ميغان ماركل متهمة بالسرقة الفكرية    نظام للتنبؤ بالعواصف الترابية    الأمير بندر بن سعود: دعم القيادة للتعليم صنع نموذجاً يُحتذى به عالمياً    معالي الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف يتفقد فرع المدينة المنورة    محافظ الطائف يرعى بعد غدٍ ملتقى "افهموني" بمناسبة اليوم العالمي للتوحد    "تعليم الطائف" تحتفي باليوم العالمي للغة الصينية    قطاع ومستشفى بلّسمر يُنظّم فعالية "اليوم العالمي لشلل الرعاش"    فوائد اليوغا لمفاصل الركبة    مستشفى خميس مشيط العام يُفعّل "التوعية بشلل الرعاش"    العميد يقترب من الذهب    "تمكين الأوقاف" تحتفي بتخريج دفعة الزمالة المهنية    ساعة الصفاة    مركز الدرعية لفنون المستقبل يفتتح معرضه الثاني "مَكْنَنَة"    محميات العلا.. ريادة بيئية    ولادة مها عربي في القصيم    الهلال الأحمر: فتح التطوع لموسم الحج    الحريد من المحيط إلى الحصيص يُشعل شواطئ فرسان    وزير الطاقة يستقبل السكرتير التنفيذي لدولة رئيس الوزراء الهندي    أمير الرياض يضع حجر الأساس لمشروعات تعليمية في جامعة الفيصل بتكلفة تتجاوز 500 مليون ريال    وزير الرياضة يحضر سباق جائزة السعودية الكبرى stc للفورمولا 1 للعام 2025 في جدة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«المعيقلي» في خطبة الجمعة بالمسجد الحرام: من سَرَّهُ أن تدوم له العافية فليتق الله في السر والعلانية (فيديو)
نشر في تواصل يوم 29 - 05 - 2020

أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور ماهر بن حمد المعيقلي بتقوى الله والتمسك بسنة النبي صلى الله عليه وسلم وإصلاح ذات البين والمحافظة على وحدة الصف ﴿وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ ۚ وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ﴾.
وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم بالمسجد الحرام: أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ فِي كُلِّ مَكَانٍ: الْعِيدُ شَعِيرَةٌ مِنْ شَعَائِرِ الْإِسْلَامِ، وَمَوْسِمٌ لِتَجْدِيدِ الْمَحَبَّةِ وَالْوِئَامِ، جَعَلَ اللهُ أَعْيَادَكُمْ سُرُورًا، وَزَادَكُمْ فَرَحَا وَحُبُوْرَا، وَأَعَادَهُ عَلَيْكُمْ فِي رَخَاءٍ وَإيمَانٍ، وَأَمْنٍ وَأَمَانٍ، وَصِحَّةٍ وَعَافِيَةٍ، وَرَفْعٍ لِلْوَبَاءِ وَالْجَائِحَةِ.
وأضاف إِخْوَةَ الْإيمَانِ: إِنَّ نِعَمَ اللهِ تَعَالَى، لَا تُعَدُّ وَلَا تُحْصَى، وَهِيَ نِعَمٌ ظَاهِرَةٌ وَبَاطِنَةٌ، وَرُبَّ نِعْمَةٍ خَفِيَّةٍ بَاطِنَةٍ، كَانَتْ أَعْظَمَ مِنْ نِعْمَةٍ بَيِّنَةٍ ظَاهِرَةٍ،﴿ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ﴾، ﴿ أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً ﴾، فَالْعِبَادُ عَاجِزُوْنَ عَنْ عَدِّ النِّعَمِ، فَضْلًا عَنِ الْقِيَامِ بِشُكْرِهَا، وَفِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُوْل: ((الحَمْدُ لِلهِ كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ، غَيْرَ مَكْفِيٍّ وَلاَ مُوَدَّعٍ، وَلاَ مُسْتَغْنًى عَنْهُ رَبَّنَا))، أَيْ: نِعَمَكَ رَبَّنَا مُسْتَمِرَّةً عَلِيْنَا، غَيْرَ مُنْقَطِعَةٍ طُوْلَ أَعْمَارِنَا.
قَالَ طَلْقُ بْنُ حَبِيبٍ رَحِمَهُ اللَّهُ: “إِنَّ حَقَّ اللهِ أَثْقَلُ مِنْ أَنْ يَقُومَ بِهِ الْعِبَادُ، وَإِنَّ نِعَمَ اللهِ أَكْثَرُ مِنْ أَنْ يُحْصِيَهَا الْعِبَادُ، وَلَكِنْ أَصْبِّحُوا تَائِبِيْنَ، وَأَمْسُوْا تَائِبِيْنَ”.
وأوضح أن الناس اْسْتَشْعَرَوا فِيِ هَذِهِ الْجَائِحَةِ، أُصُوْلَ الْنِّعَمِ الثَّلَاثَةِ، الَّتِي لَا يُمْكِنُ أَنْ يَهْنَأَ عَيْشُ الْإِنْسَانِ إِلَّا بِهَا، فَفِي سُنَنِ التِّرْمِذِيِّ بِسَنَدٍ حَسَنٍ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا))، فَفِي هَذَا الْحَديثِ الشَّرِيفِ، تَذْكِيرٌ بِنِعَمٍ اْعْتَادَهَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ؛ حَتَّى كَادُوا لَا يَشْعُرُونَ بِقِيْمَتِهَا فَالْأَصْلُ الْأَوَّلُ مِنْ هَذِهِ النِّعَمِ: هُوَ مَا بَدَأَ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِنْ نِعْمَةِ الْأَمْنِ وَالْأَمَانِ، فِيِ النَّفْسِ وَالْأَهْلِ، وَالْوَطَنِ وَالْمَالَ، وَهُوَ مَا بَدَأَ بِهِ إِبْرَاهِيْمُ عَلِيْهِ الْسَّلَّامُ، فِي دُعَائِهِ لِلْبَلَدِ الْحَرَامِ: ﴿ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اِجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَاُرْزُقْ أهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ﴾، وَلَقَدِ اْمْتَنَّ اللهُ تَعَالَى عَلَى رَسُولِهِ وَأَصْحَابِهِ رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِمْ، بِتَقْدِيْمِ نِعَمَةِ أَمْنِ الْمَأْوَى، عَلَى الْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ، فَقَالَ سُبْحَانَهُ: ﴿وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾، فَإِذَا عَمَّ الْأَمْنُ الْبِلَادَ، وَأَمِنَ النَّاسُ عَلَى دِينِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ، وَأَمْوَالِهِمْ وَأَعْرَاضِهِمْ، ضَرَبُواْ فِيْ الْأَرْضِ، وَسَعَوْاْ لِطَلَبِ الرِّزْقِ، لَا يَخْشَوْنَ إِلَّا اللهَ تَعَالَى، فَاللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ، عَلَى نِعْمَةِ الْأَمْنِ وَالْأَمَانِ.
وَبين الدكتور المعيقلي أن الْأَصْلُ الْثَانِي مِنْ أُصُولِ النِّعَمِ: هُوَ طَلَبُ السَّلَاَمَةِ وَالْعَافِيَةِ، وَهَذِهِ النِّعْمَةُ، مِنْ أكْرَمِ الْمِنَنِ، وَمِنْ أفْضَلِ مَا يَهَبُهُ اللهُ تَعَالَى لِعِبَادِهِ، فَفِي مُسْنَدِ الْإمَامِ أَحَمْد، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لَمْ تُؤْتَوْا شَيْئًا بَعْدَ كَلِمَةِ الْإِخْلاصِ، مِثْلَ الْعَافِيَةِ، فَاسْأَلُوا اللهَ الْعَافِيَةَ))، فمَنْ سَرَّهُ أَنْ تَدُوْمَ لَهُ الْعَافِيَةُ، فَلْيَتَقِ اللهَ تَعَالَى فِيِ السِّرِّ وَالْعَلَاَنِيَةِ، وَسُؤَالُ اللهِ الْعَافِيَةِ، فِيْهِ تَقْدِيْرٌ لِنِعَمِ اللهِ الْعَظِيمَةِ، وَاعْتِرَافٌ بِحَاجَةِ الْعَبْدِ لِخَالِقِهِ، وَدَوَامِ لُطْفِهِ وَعَافِيَتِهِ، وَهُوَ مِنْ أَفْضَلِ الدُّعَاءِ، وَأَحَبِّهِ إِلَى اللهِ، فَفِي سُنَنِ التِّرْمِذِيِّ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ، عَنِ العَبَّاسِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، عَلِّمْنِي شَيْئًا أَسْأَلُهُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ، قَالَ: ((سَلِ اللهَ العَافِيَةَ))، قَالَ العَبَّاسُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: فَمَكَثْتُ أَيَّامًا ثُمَّ جِئْتُ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، عَلِّمْنِي شَيْئًا أَسْأَلُهُ اللهَ، فَقَالَ لِي: ((يَا عَبَّاسُ يَا عَمَّ رَسُولِ اللهِ، سَلِ اللهَ العَافِيَةَ، فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ))، فَتَكْرَارُ وَصِيَّةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لِعَمِّهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، يَدُلُّ عَلَى أهَمِّيَّتِهَا، وَعِظَمِ السُّؤَالِ بِهَا، بَلْ كَانَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَبْدَأُ يَوْمَهُ وَيَخْتِمُ نَهَارَهُ بِهَا، فَفِي سُنَنِ أَبِي دَاوُدَ، مِنْ حَديثِ اْبْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَدَعُ هَؤُلَاءِ الدَّعَوَاتِ، حِينَ يُمْسِي وَحِينَ يُصْبِحُ: ((اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ، فِي دِينِي وَدُنْيَايَ وَأَهْلِي وَمَالِي)).
وَأبان فضيلته أَن الْأَصْلُ الثَّالِثُ مِنْ أُصُولِ النِّعَمِ: فَهُوَ حُصُولُ الْمَرْءِ لِقُوتِ يَوْمِهِ، مِنْ طَعَامِهِ وَشَرَابِهِ، وَالْمَاءُ أَعْظَمُ النِّعَمِ، وَهُوَ أَوّْلُ مَا يُسْأَلُ عَنْهُ الْعَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ النَّعِيمِ؛ فَفِي سُنَنِ التِّرْمِذِيِّ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِنَّ أَوَّلَ مَا يُسْأَلُ عَنْهُ يَوْمَ القِيَامَةِ – يَعْنِي العَبْدَ مِنَ النَّعِيمِ – أَنْ يُقَالَ لَهُ: أَلَمْ نُصِحَّ لَكَ جِسْمَكَ، وَنُرْوِيَكَ مِنَ المَاءِ البَارِدِ)).
وأكد الدكتور المعيقلي أنه إِذَا أَرَدْتَ رَاحَةَ الْبَالِ، وَحُسْنَ الْمَآلِ، فَاْنْظُرْ فِيِ أُمُوْرِ الْدُّنْيَا، إِلَى مَنْ هُوَ دُوْنَكَ، حَتَّى تَعْرِفَ قَدْرَ نِعْمَةِ اللهِ عَلَيْكَ، وَاْنْظُرْ فِيِ أُمُورِ الدِّيْنِ، إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقَكَ، حَتَّى تَعْرِفَ قَدْرَ تَقْصِيرِكَ فِيِ حَقِّ مَوْلَاكَ، فَتَسْعَى إِلَى تَكْمِيْلِ نَفْسِكَ.
وَقال فضيلته يَا مَنْ أَلْبَسَكَ اللهُ تَعَالَى ثَوْبَ الْعَافِيَةِ، وَمَنَّ عَلَى أَهْلِكَ بِالْسَّلَاَمَةِ، وَكَفَاكَ قُوْتَ يَوْمِكَ، وَرَزَقَكَ أَمْنَ قَلْبِكَ، وَطُمَأْنِيْنَةَ نَفْسِكَ، فَقَدْ جَمَعَ اللهُ لَكَ جَمِيْعَ النِّعَمِ، الَّتِي مَنْ مَلَكَ الدُّنْيَا، لَمْ يَحْصُلْ عَلَى غَيْرِهَا، فَاسْتَقْبِلْ يَوْمَكَ بِشُكْرِهَا، بِأَدَاءِ الْوَاجِبَاتِ، وَاْجْتِنَابِ الْمُحَرَّمَاتِ، لِتَكُونَ مِنَ الشَّاكِرِيْنَ، ﴿اعْمَلُوا آلَ داوُدَ شُكْراً وَقَلِيلٌ مِنْ عِبادِيَ الشَّكُورُ﴾.
وأردف إمام وخطيب المسجد الحرام يقول: إِخْوَةَ الْإِيْمَانَ: لَقَدْ وَدَّعَنَا قَبْلَ أَيَّامٍ قَلَاَئِلَ، شَهْرٌ كَرِيْمٌ، وَمَوْسِمٌ عَظِيْمٌ، اِنْقَضَتْ أَيَّامُهُ، وَتَصَرَّمَتْ لَيَالِيْهِ، وَطُوِيَتْ صَحَائِفُهُ، فَمَنِ غَنِمَ فِيّْهِ طَهَاْرَةَ قَلْبِهِ، وَزَكَاةَ نَفْسِهِ، أَصْبَحَ بَعْدَ رَمَضَانِ، عَلَى الْخَيْرِ مُقْبِلَاً، لِأَنَّ مِنْ عَلَاَمَاتِ قَبُولِ الْحَسَنَةِ: الْحَسْنَةَ بَعْدَهَا.
وَتابع الدكتور المعيقلي يقول اْعْلَمْ أَخِي الْمُبَارَكُ، أَنَّ الْعُجْبَ وَالْرِّيَاءَ، مُفْسِدَانِ لِلْعَمَلِ، فَهَذَا إِبْرَاهِيْمُ عَلِيْهِ السَّلَامُ، لَمَّا بَنَى الْبَيْتَ الْحَرَامَ، بِأَمْرٍ مِنَ اللهِ تَعَالَى، خَشِيَ أَلَّا يُتَقَبَّلَ مِنْهُ فَقَالَ: ﴿ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ وَفِي صَحِيْحِ الْجَامِعِ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لَو لَمْ تَكُونُوا تُذْنِبُونَ، خَشِيْتُ عَلَيْكُمْ مَا هُوَ أَكْبَرُ مِنْ ذَلِكَ، الْعُجْبَ الْعُجْبَ))، فَلِذَا كَانَ السَّلَفُ يَحْذَرُوْنَ مِنَ الْعُجْبِ، وَيُحَذِّرُوْنَ مِنْهُ.
وأوضح فضيلته لَئِنِ اْنْقَضَى شَهْرُ الصِّيَامِ؛ فَقَدْ جَعَلَ اللهُ الْحَيَاةَ كُلَّهَا، فُرْصَةً لِلطَّاعَةِ وَالْعَمَلِ، فَاْسْتَكْثِرُواْ مِنَ النَّوَافِلِ وَالْقُرُبَاتِ، وَاْسْتَبِقُواْ الْخَيْرَاتِ، فَفِيِ صَحِيْحِ مُسْلِمٍ، أنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ، كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ))؛ وَذَلِكَ لِأَنَّ الْحَسَنَةَ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، فَرَمَضَانُ بِعَشَرَةِ أَشْهُرٍ، وَالْأيَّامُ الْسِتَّةُ بِشَهْرَيْنِ، وَعِدَّةُ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اْثْنَا عَشَرَ شَهْرًا، وَجَاءَ الْحَثُّ عَلَى صِيَامِ الْاْثْنَيْنِ وَالْخَمِيسِ مِنْ كُلِّ أُسْبُوعٍ، وَأيَّامِ الْبِيْضِ مِنْ كُلِّ شَهْرِ.
وأكد إمام وخطيب المسجد الحرام أَنَّ أَفَضَلَ الصَّلَاَةِ بَعْدَ الْفَرِيْضَةِ ؛ قِيَامُ اللَّيْلِ، وَفِي سُنَنِ أَبِي دَاوُدَ بِسَنَدٍ صَحِيْحٍ، قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: “لَا تَدَعْ قِيَامَ اللَّيْلِ، فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ لَا يَدَعُهُ، وَكَانَ إِذَا مَرِضَ أَوْ كَسِلَ صَلَّى قَاعِدًا”، وَطُرُقُ الْخَيْرِ كَثِيْرَةٌ، وَسُبُلُ الْفَلَاَحِ مُيَسَّرَةٌ، وَرَحْمَةُ اللهِ وَاسِعَةٌ، وَأَبْوَابُ الْجَنَّةِ ثَمَانِيَةٌ، فَمَنْ كَانَ مِنْ أهْلِ الصَّلَاَةِ، دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَّلَاَةِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أهْلِ الصَّدَقَةِ، دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَّدَقَةِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أهْلِ الصِّيَامِ، دُعِيَ مِنْ بَابِ الرَّيَّانِ.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.