ضرب مُعلم مثالاً يحتذى به في الشهامة والوفاء، عندما بادر إلى التبرع بإحدى كُليتيه إلى طالب؛ في منطقة جازان لإنقاذ حياته بعد سنوات قضاها يعاني من الفشل الكلوي الحاد. وقال المواطن معيد مجربي، عم الطفل المصاب بالفشل الكلوي: إنَّ ابن أخيه (أحمد بن علي أحمد مجربي) طالب بالصف الثالث المتوسط بمدرسة حنظلة بن أبي عامر بالسهى بمنطقة جازان، زادت معاناته مع مرض الفشل الكلوي الحاد واضطرت الأسرة إلى اتخاذ الوسائل كافة من أجل إنقاذه، خاصة أنَّ والد الطفل المصاب متواجد مع ابنته البالغة ثمانية أعوام في أمريكا للعلاج من فشل كلوي أيضًا، ولم يستطع متابعة حالة ابنه أحمد ليتركه مع أسرته وأقاربه يتابعون حالته بالمستشفيات المتخصصة والبحث عن متبرع. وأضاف: أنّه ورد للأسرة اتصال من المعلم حسن بن محمد حسن جوامي مجربي، وهو زميل والد الطفل المصاب بالفشل الكلوي، يؤكّد نيته وموافقته دون تردد على التبرع بإحدى كليتيه للطفل أحمد، وعلى الفور أجريت لهما فحوصات طبية مكثفة طيلة الشهرين الماضيين، واتضح من خلالها وبحسب التحاليل المخبرية توافقت أوصاف كليته مع أوصاف كلية المريض، وتمَّ إدخالهما قسم التنويم، يوم الأحد الماضي بمدينة الأمير سلطان بن عبدالعزيز الطبية بالرياض وأجريت لهما العملية الجراحية، أمس الاثنين، وتمَّ زرع إحدى كليتي المعلم للطالب المصاب بالفشل الكلوي وإنقاذ حياته في مشهد إنساني نبيل. وتابع عم الطالب، أنَّ هذا الموقف الشَّهم من المعلم ليس بغريب عليه مطلقًا، ويدلّ على حرصه على صحة الطالب وكأنَّه ابنه تمامًا، مبينًا أنَّ الأطباء المختصين أبلغوهم بأنَّ العملية نجحت بنسبة كبيرة جدًّا وكلاهما بصحة جيدة ولله الحمد، لكنهما ما يزالا تحت الملاحظة الطبية لتقديم الرعاية الطبية اللازمة لهما ويحتاجان فقط إلى متابعة العلاج وتقديم الرعاية الطبية اللازمة فترة بقائهما بالمدينة الطبية.