اختلف الصحابة في فهم كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ” لا يصلين أحد العصر إلا في بني قريظة ” فبعضهم فهم منه مراد الاستعجال، فصلى العصر لما دخل وقته وبعضهم أخذ بالظاهر فلم يصل إلا في بني قريظة، ولم يعنف النبي صلى الله عليه وسلم أحدا منهم أو يعاتبه، وفي ذلك دلالة مهمة على أصل من الأصول الشرعية الكبرى، وهو تقرير مبدأ الخلاف في مسائل الفروع، واعتبار كل من المتخالفين معذورا ومثابا. إن الخلاف داخل المجتمع ضرورة كونية وشرعية، ومالم يتم الاعتراف بها مع تنظيمها وإدارتها، فإنه يتحول إلى حالة نزاع وشقاق وفرقة، والمجتمعات لا تنهض ولا تتقدم دون خلاف وتنوع ومنافسة. وفي الختام لا ننسى قول الإمام الشافعي: «رأيي صواب يحتمل الخطأ، ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب». ناصر بن عبدالله الحميدي @dr_nasser2021