«بدل فاقد».. شاب يحمل الشهادة الثانوية، اشتهر بهذا اللقب منذ مدة طويلة، فجرت قضيته، مجدداً ملف «ضحايا التفحيط» على أيدي شبان لا يقدرون قيمة الحياة لأنفسهم وللآخرين، كجزء من سلسلة عانى الناس ويلاتها في المنطقة. في ثوانٍ معدودات، دفع 3 شبان حياتهم ثمناً لتهور تلك السيارة الطائشة، فيما أصيب ثلاثة آخرون؛ جراء الحادث الذي وقع في شارع المائة، الرابط بين محافظة خميس مشيط بمدينة أبها. «التفحيط» جريمة جنائية مخالفة "التفحيط"، والتجمهر المصاحب له تتحول إلى قضايا جنائية تستوجب إحالتها لهيئة التحقيق والادعاء العام. وفي تصريحات، أعلن اللواء عبدالعزيز أبو حيمد، المدير العام لإدارة مرور منطقة الرياض، أن: "دراسات تُجرى لإقرار أحكام تعزيرية صارمة ورادعة لمعاقبة المفحطين؛ باعتبار أن هذه الظاهرة مسؤولة عن ذلك الرقم الكبير من الحوادث". ووجه أمراء المناطق، جميع القطاعات الأمنية في المنطقة بتكثيف الجهود؛ من أجل القضاء على ظاهرة التفحيط، وتظليل زجاج السيارات بالكامل، ونزع لوحات المركبات، أو طمس بعض الأحرف أو الأرقام منها. حوادث المرور ووفق إحصائيات المملكة، فإن حوادث السير تحصد أكثر من 7 آلاف شخص كل عام، حيث وصل عدد حوادث السيارات، خلال العام الماضي، لأكثر من 544 ألف حادث مروري، تسببت في وفاة 7153 شخصاً، وإصابة ما لا يقل عن 40 ألف شخص، بمعدل 64 حادثة كل ساعة، تؤدي إلى سقوط 20 قتيلاً في اليوم. ووفقاً لآخر إحصائية، فإن المملكة تخسر أكثر من 13 مليار ريال سنوياً؛ نتيجة الحوادث المرورية، فيما يقدر جهاز المرور بالبلاد التلفيات في المركبات بتسعة ملايين و400 ألف مركبة. شباب متهور تشير الإحصائيات الأخيرة للمملكة، إلى أن معظم المفحطين، فتية، بالإضافة إلى أن أغلب المتفرجين لا يزالون في سن مبكرة، لا تتجاوز أعمارهم الثامنة عشرة، في غياب من رب الأسرة عندما يخرج ابنه في وقت متأخر لممارسة مسرحية قتل نفس ليلية. أسباب انتشار الظاهرة ترجع أسباب انتشار مثل هذه الظاهرة، بين الشباب إلى عدة أسباب منها: – حب الظهور والشهرة. – الفراغ. – تقليد ومحاكاة رفقة السوء. – التنافس واستعراض إمكانات السيارة. – ضعف رقابة الأسرة، وغفلة كثير من الآباء عن أبنائهم. – تقليد بعض ما يعرض في وسائل الإعلام، والاتصال، والألعاب الإلكترونية. – الغنى والترف. – العلاقات الشاذة، ومحاولة بعض الشباب لفتَ الانتباه. فتوى بتحريم التفحيط وأفتى الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، مفتي عام المملكة السعودية، بتحريم التفحيط، فيما ذهب الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين، عضو اللجنة الدائمة للإفتاء والبحوث، إلى أكثر من ذلك قائلاً إن: "من مات بسبب التفحيط كمن قتل نفسه، وأن من يشجع على ذلك فهو آثم". معاناة أسرة المفحط أسرة المفحط ليست هي الأخرى بمنأى عن هذه المآسي، فقد تسبب كثير من المفحطين في معاناة آبائهم، وأمهاتهم، وأفراد أسرتهم، إما بسبب كونه مطلوباً للجهات الأمنية، أو بسبب الحوادث المترتبة على قيامه بالتفحيط، أو بسبب السمعة السيئة التي تلحق الأسرة بفعله. والد المفحط الشهير ب"بدل فاقد" في خميس مشيط، روى في أول ظهور إعلامي له بعد الحادثة، أنه يشعر بالأسى والحسرة حيال هذا الحادث الأليم الذي ذهب ضحيته ثلاثة شبان من متجمهري التفحيط، وأصيب ثلاثة آخرون تماثلوا للشفاء، مشيراً إلى أنه يعاني الأمرين؛ نتيجة تسبب ابنه في هذا الحادث من جانب، ومصرع الشبان الآخرين الذين يعدّهم جميعاً أبناءه من جانب آخر. فيما يطالب أهالي الضحايا بسرعة إحالة الجاني إلى القضاء للاقتصاص منه بالحد الشرعي، بحيث يكون عبرة لغيره، ولحفظ دماء الأبرياء من أبناء هذا الوطن الغالي. حلول «التفحيط» ليست قضية مرورية أو أمنية، بل قضية وطنية اجتماعية وأسرية وإعلامية، تشترك في علاجها وفي القضاء عليها كل جهات المجتمع والدولة، فيجب أن يشترك الجميع في وقف هذه الظاهرة عن طريق عدة نقاط أهمها: - رفع الوعي بين الشباب، والتذكير بأضرار هذه الظاهرة. - مراقبة دائمة من أولياء الأمور للشباب، والتأكد من سلامة تصرفاتهم. - عدم تسليم الشاب سيارة إلا عند الحاجة مع مراقبته المستمرة لاستعمالها. - التشديد من رجال الأمن على المفحطين، والتضييق عليهم مع المراقبة والمرور على الأماكن التي قد تكون ميداناً للتفحيط. - تغليظ العقوبة القانونية على جريمة التفحيط.