أولاً: تاريخ نشأته قبل أن نناقش هذا اليوم علينا الوقوف على تاريخه؛ لنعرف حقيقة نشأته، وبقراءة في نتائج محرك البحث، سنجد أن هذا اليوم هو اليوم الثامن من شهر مارس/آذار من كل عام، وفيه يحتفل عالمياً بالإنجازات الاجتماعية، والسياسية، والاقتصادية للنساء. وفي بعض الدول كالصين، وروسيا، وكوبا، تحصل النساء على إجازة في هذا اليوم وقررت بلدان عديدة جعله يوم "عيد وطني". والاحتفال بهذه المناسبة جاء على إثر عقد أول مؤتمر للاتحاد النسائي الديموقراطي العالمي، والذي عقد في باريس عام1945. ومن المعروف أن اتحاد النساء الديموقراطي العالمي يتكون من المنظمات الرديفة للأحزاب الشيوعية. إذن هذا اليوم وليد المنظمات الشيوعية في الأصل، وهذه المنظمات دعمت الثورة النسائية بنشرة خاصة بالصحيفة الاشتراكية "نداء نيويورك" وكان الحزب الاشتراكي يوفر الصحيفة مجاناً للعاملات ليقمن ببيعها كوسيلة لجمع التبرعات. مع صحيفة أخرى في أوروبا اسمها "مساواة". وكانت بداية الثورة النسائية للمطالبة بالحقوق للعاملات المهضومات مادياً وبدنياً وجنسياً واجتماعياً، وتعود جذور يوم المرأة العالمي إلى القرن ال19، على خلفية التصنيع السريع الذي شهدته أمريكا وأوروبا، حيث نمت حركات عمالية ونقابية جماهيرية؛ رداً على تعميق استغلال العمال، وقصة تاريخه تبدأ من روسيا ثم أمريكا وأوروبا، ففي روسيا خرجت النساء في وسط الصقيع يطالبن بحقوقهن في الطعام، وعودة أزواجهن من الحرب التي تخدم القيصر ومطامعه، وكان ذلك قبل 85 عاماً من خلال مسيرة نسائية ضخمة نظمتها عاملات وزوجات جنود وأرامل؛ للمطالبة ب"الخبز لأولادنا"، و"العودة لأزواجنا من المتاريس – وبإنهاء الحرب". ثم في أمريكا في 1857 خرج آلاف النساء للاحتجاج في شوارع مدينة نيويورك على الظروف اللاإنسانية التي كن يجبرن على العمل تحتها بإجبارهن على العمل 12 ساعة يومياً، وطالبن بتحديد يوم العمل بعشر ساعات، ثم ثماني ساعات، إلا أن الشرطة تدخلت بوحشية لتفريق المتظاهرات، وفي الثامن من مارس من سنة 1908 عادت الآلاف من عاملات النسيج للتظاهر من جديد في شوارع مدينة نيويورك، لكنهن حملن هذه المرة قطعاً من الخبز اليابس وباقات من الورود واخترن لحركتهن الاحتجاجية تلك شعار "خبز وورود". خصوصاً بعد انضمام نساء من الطبقة المتوسطة إلى موجة المطالبة بالمساواة والإنصاف، ومنع تشغيل الأطفال، ورفعن شعارات تطالب بالحقوق السياسية وعلى رأسها الحق في الانتخاب. من جهة أخرى، نمت في الولاياتالمتحدة في الفترة نفسها حركات نسائية من الطبقات الوسطى طالبت بحق المرأة في المشاركة بالحياة السياسية، وأولها حق الاقتراع. وكان اسم هذه الحركات "سوفراجيستس" (souffragists) وتعود جذورها للنضال ضد العبودية، ومن أجل انتزاع حق الأمريكيين الأفارقة بالمساواة. وحين منعت النساء اللواتي شاركن في هذه الحركات من الخطاب؛ من أجل حقوق السود لكونهن نساء، قمن بتشكيل حركة نسائية للمطالبة بحقوق المرأة وأيضاً الحادث الفظيع الذي وقع بعد عامين من الاحتفال الوطني الأول بيوم المرأة، أكد أهمية مطالب العاملات. ففي 25 آذار 1911 اندلع حريق في مصنع نسيج في نيويورك راح ضحيته أكثر من 140 عاملاً وعاملة، وكان السبب عدم وجود وسائل وقائية. وامتد أثر ما حدث في روسياوأمريكا على أوروبا فقد كانت الحركة النسائية فيها تحت تأثير الحزب الاشتراكي الديموقراطي، الذي نشر مجلة للعاملات باسم "مساواة" منذ عام 1892، للمطالبة بحقوقهن ومنها السياسية ضد الطبقية وكان القانون في ألمانيا يمنع النساء من مجرد المشاركة في اجتماع سياسي، وليس الانتخابات فقط، ثم وصل الأثر لبريطانيا، وكانت أول نائبات ثلاث كلهن من فنلندا، وكانت المطالب السياسة للمرأة تتركز في حق الاقتراع لهن؛ لأن أوروبا والغرب عامة كان لديه تمييز طبقي في السياسة، وبدأ الاحتفال بالثامن من مارس كيوم المرأة الأمريكية تخليداً لخروج مظاهرات نيويورك سنة 1909، وقد أسهمت النساء الأمريكيات في دفع الدول الأوروبية إلى تخصيص الثامن من مارس كيوم للمرأة غير أن تخصيص يوم الثامن من مارس كعيد عالمي للمرأة لم يتم إلا بعد سنوات طويلة؛ لأن منظمة الأممالمتحدة لم توافق على تبني تلك المناسبة سوى سنة 1977 عندما أصدرت المنظمة الدولية قراراً يدعو دول العالم إلى اعتماد أي يوم من السنة يختارونه للاحتفال بالمرأة فقررت غالبية الدول اختيار الثامن من مارس. وتحول بالتالي ذلك اليوم إلى رمز لنضال المرأة، تخرج فيه النساء عبر العالم في مظاهرات للمطالبة بحقوقهن، وقد تدهورت هذه المطالب الشيطانية إلى حق المرأة عندهم في الزنا والإجهاض والشذوذ الجنسي، وتحويل جنسها من امرأة إلى رجل. وهناك ملصق سوفيتي ليوم المرأة من سنة 1932 يقول النص: "الثامن من مارس هو ثورة النساء العاملات ضد عبودية المطبخ"، و"يسقط الاضطهاد وضيق الأفق في العمل المنزلي!". ثانياً: خططه وآثاره ووسائل محاربته * إن قصة اليوم الماسوني الاشتراكي الشيوعي للمرأة باختصار: هو أنهم دخلوا الحروب العالمية وتركوها تقوم بكل شيء لهم حتى المتعة المجانية، فثارت لتحصل على حقوقها. فماذا حصل؟ استثاروا عاطفتها بكلمات ويوم عالمي وعادت من جديد لعبة رخيصة في أيديهم من خلال مؤتمراتهم ومؤامراتهم وحولوا قضيتها إلى حلبة صراع بينها وبين الرجل فعادت من جديد تلهث وراء حقوق جديدة تقتل آدميتها كحقها في الإجهاض والشذوذ الجنسي، وتحويل أنوثتها إلى ذكورة بعمليات جراحية، بل غدت نوعاً اجتماعياً جديداً كما سموها ليصرفوا عن عقلها المتوقف كلمة الشذوذ، وجعلوا لها حقوقاً شيطانية وألهبوا حماسها للحصول عليها، وهم في الحقيقة لم يعطوها إلا الفتات، ومازالت تتكلم وتتكلم ولا جديد. فبؤساً لهم جميعاً والذي تولى كبر كل ذلك ذكور من شياطين الإنس وضعوا النساء دمى يحركونها، وهي تضحك وهم يضحكون منها كل يوم فمتى تفيقين يا عاقلة؟! * ووصلوا بخيلهم ورجلهم إلى أراضي المسلمين، فدخلوا بقوة الإعلام فلم يقنعهم ذلك، فاستعانوا بقوة سلطة العولمة والقطب الواحد الذي يتحكم في مصير العالم – كما يزعمون – وفرضوا شريعتهم البشرية عبر مؤتمراتهم التي يجب أن تسمى مؤامراتهم، وكل لقاء شيطاني لهم يفرضون شريعة غاب جديدة وتحت تهديد واضح. ويفرضون على الدول الإسلامية التوقيع ومن يعترض له الكلام، لكن بلا تنفيذ لهذه الاعتراضات، بينما هم لهم حق الاعتراض وعدم التوقيع. * وجعلوا لأسماء نكرة ألقاباً جديدة فتلك ناشطة اجتماعية، وأخرى ناشطة حقوقية، وثالثة مثقفة تنويرية، ورابعة أديبة جريئة، وتلك تكرم كأشجع امرأة وهذه كأقوى ناشطة. أما السبب فهو أنهن يمثلن حالات شاذة في المجتمع بطرحهن المناقض للحاجات الحقيقية لمجتمعاتهن. * وبنظرة سريعة على المطالب المطروحة في هذا اليوم المشؤوم نجد القاسم المشترك الذي يجمع هذه المطالب، هو أن تكون المرأة ليست فقط مثل الرجل بل أعلى منه في كل شيء، وهذا مناقض للفطرة والدين والعقل والعرف والعلم؛ لذا ففي كل عام يزيدون في مطالبهم الشيطانية فمرة حق الإجهاض، ومرة حق التعري، ومرة حق الزواج الشاذ، ومرة تغيير جنسها، ومرة رئيسة دولة، ومرة وزيرة، ومرة سائقة حافلة، وأخرى سائقة مركب بحري، وثالثة تلعب المصارعة، وكل أنواع الرياضة بل كانسة للشوارع، وحاملة أثقال، ومجندة في الجيوش……. ماذا بقي؟! * ونحن كمسلمين نوقن أن المرأة مكرمة منذ خلق الله آدم وحواء عليهما السلام. وجعلهما الله عنواناً واحداً للحياة فعاشا معاً في الجنة وآمنا بأن الخطيئة لم ترتكبها حواء فقط كما تزعم كتبهم المحرفة التي جعلت من المرأة منذ بدء الحليقة أساس البؤس والشقاء، فقد ذكر الله تعالى الخطيئة بصيغة المثنى (فلما ذاقا الشجرة بدت لهما سوءاتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة…..). * نوقن أن المساواة بين الرجل والمرأة هو تكذيب لقوله تعالى (وليس الذكر والأنثى)؛ لأن التساوي يكون بين شيئين، فإذا انتفت المساواة في أحدهما لزم أن تكون منتفية في الآخر. فإذا كان الذكر ليس كالأنثى، فالأنثى أيضاً ليست كالذكر، بل لكل واحد منهما ميزاته وخصائصه، فالأنثى تفوق الرجل في شيء، والرجل يفوق الأنثى في شيء. * وأيضاً قولهم بالمساواة تكذيب لحديث: "لعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء ولعن الله المتشبهات من النساء بالرجال" الثابت في صحيح البخاري. ونحن أمة الإسلام نؤمن بأن أي ظلم واقع على أي فرد في المجتمع كبيراً كان أو صغيراً، أنثى أو رجلاً، إنما هو عائد للأفراد، والإسلام منه براء والحل لا يكون في الثورة، والاعتراض على دين الله، بل على نظام التعليم الذي لا يغرس حقائق الدين في القلوب والحياة، ولا يسعى لتربية الأفراد منذ الصغر على هذا الحق، وعلى نظام القضاء الذي لا يقيم الحق أحياناً وعلى وسائل الإعلام التي تقلب الحقائق فتجعلها شبهات وعلى وزارة الشؤون الإسلامية والدعاة والعلماء الذين نطالبهم جميعاً بتكثيف حملات التوعية الحقوقية للجميع، والعمل على سريان هذه الحقوق، والوقوف مع المظلومين، فكما رأينا الهبة الواحدة للقضاء على الخوارج والغلاة والمخدرات نريد في المقابل هبة واحدة لنشر العلم الشرعي للحقوق والواجبات للجميع. * وهذه الكلمات تعليقات من مسلمين على هذا اليوم: وهي تعليقات تثير الحزن على مدى تغلغل أثر العولمة: * يعتبر اليوم العالمي للمرأة مناسبة تحتفل بها نساء العالم، وجميع المؤسسات والمنظمات والهيئات ذات الصلة بحقوق المرأة، حيث يتم فيها مراجعة الحقوق التي حصلت عليها المرأة، والإنجازات التي حققتها، والتهديدات التي يجب على النساء التغلب عليها. تمكين المرأة ومشاركتها الكاملة على قدم المساواة في جميع جوانب حياة المجتمع، بما في ذلك المشاركة في عملية صنع القرار، وبلوغ مواقع السلطة، هي أمور أساسية لتحقيق المساواة والتنمية والسلام". فاللهم سلم، واحفظنا من كيد شياطين الإنس والجن. آمين.