كثيرون يتساءلون عما إذا كان الانتظام في ممارسة المشي وضبط النمط المعيشي “يعالج” مرض ارتفاع ضغط الدم، أو يقلل أو يقطع الحاجة إلى أدويته…. أما صاحب قصتنا اليوم، فبالإضافة إلى ذلك، فلم يكن يعرف أن نوبات انقطاع النفس أثناء النوم أيضا لها علاقة بالخمول والسمنة. والجديد في قصة “أبي نعيم” أن الانتظام في المشي كان سبباً رئيسياً في “إنقاذ قلبه” وتقليل الحاجة ليس فقط إلى أدوية ارتفاع ضغط الدم، بل إلى استخدام جهاز التنفس أثناء النوم، وإليكم القصة. في نوفمبر 2017 كان عمر أبي نعيم 45 سنة عندما شخصت إصابته بارتفاع ضغط الدم بعد أن كان يشكو من صداع متكرر، وكان آنذاك خاملاً قليل النشاط يصل إلى 105كيلو. وبعد ذلك بسنة في نوفمبر 2018 شخصت إصابته باضطراب الاختناق أثناء النوم Obstructive Sleep Apnea بعد أن تكررت شكواه من صداع مستمر ونعاس ثقيل حتى أثناء قيادة السيارة. لقد كان تضافر هاتين المشكلتين كفيلاً في نهاية المطاف أن يصل به إلى (فشل/قصور) في القلب وفِي سن مبكّر نسبيا. ولم يكن هناك حل لحماية قلبه من الفشل والقصور إلا باستخدام أدوية ارتفاع ضغط الدم Co-Aprovel 12.5/300 وهو عبارة عن دواءين في حبة واحدة، وجهاز التنفس لضخ الهواء أثناء النوم (CPAP) الذي نصحه به استشاري الأمراض الصدرية على أن يستخدمهما مدى الحياة. في شتاء 2018 قرأ أبو نعيم تغريدة لمعالي وزير الصحة الدكتور توفيق الربيعة عن مشاركته #المشي_فجرا مع #مشاة_الرياض ورأى المقاطع التي صورت بحضور الوزير عن #قصص_المشاة ممن تخلصوا من #الأمراض_المزمنة (السمنة، والسكري، وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع دهون الدم… الخ) بمشاركة #مشاة_الرياض والانتظام في المشي و#النمط_المعيشي_الصحي جاءت هذه التغريدة والمقاطع في وقت معاناته، فلم يتردد أبو نعيم في الالتحاق ب #مشاة_الرياض وشارك معهم في نهاية ديسمبر عام 2018 ومشى معهم أول مرة في حديقة النهضة بحماس ودون أي استعدادات مسبقة مسافة 10 كيلومترات وبحذاء عادي ودون أن يهتم حتى بربطه جيداً؛ ما تسبب له بإصابة في القدم جعلته يتوقف عن المشي حتى بداية فبراير 2019. بدأ أبو نعيم المشي مجدداً مع #مشاة_الرياض وتحديداً مع مجموعة مشاة حي الوادي في حديقة الندى مع استعداد جيد وبمرافقة مجموعة محفزة خلال المشي والاستماع إلى نصائحهم والاستفادة من تجاربهم. خلال ذلك تابع أبو نعيم تغريدات الدكتور صالح الأنصاري أحد مؤسسي مشاة الرياض وتأثر كثيراً بها؛ ما زاده حرصاً والتزاماً بالمشي. وأصبحت لديه قناعة بأنه سيتمكن من التخلص من مشكلاته المتعلقة بالسمنة من خلال #المشي_للصحة فأصبح يحرص على #المشي_فجرا في #ممشى_حي_الشهداء. في مارس من نفس العام بدأ تجربة #مشي_المسافات_الطويلة مع #مشاة_الرياض وكانت تجربة ممتعة ومثرية وملهمة تعلم منها الكثير ومن تشجيع مديرها التنفيذي الأستاذ عبدالمحسن الرسيني. فحقق مع هذه المجموعة المحفزة رقماً شخصياً قياسياً بقطع مسافة ماراثون كامل (حوالي 42 كلم) في أقل من 6 ساعات. بعد حوالي خمسة أشهر من الالتزام ظهر من نتائج المشي نزول 17 كجم من وزنه ليصبح 88 كيلو. عندها قرر أبو نعيم مراجعة استشاري القلب بخصوص مشكلة ارتفاع ضغط الدم، واستشاري الصدرية بخصوص نوبات انقطاع النفس. فأما طبيب القلب فقد ألغى أحد الأدوية، وخفض الدواء الثاني إلى النصف (Aprovel 150) على أن يراجعه بعد شهر لدراسة النتائج. وأما طبيب الصدرية فقد لاحظ التحسن الكبير في مؤشر توقف النفس Apnea Hypopnea index" “A & H” حيث نزل المؤشر من 73.7 إلى30.8 وكان رد طبيب الصدرية بالحرف الواحد “هذه النتيجة مذهلة وتحسن كبير لم يسبق لي أن شاهدت مثله” وقال “استمر على ما أنت عليه” فقد ينزل المؤشر إلى المعدل الطبيعي. أكبر تحدٍ لأبي نعيم الآن هو الاستغناء عن جهاز CPAP الذي من المفترض أن يرافقه أثناء نومه بانتظام، والذي أعرف أنا كطبيب أن أكثر المرضى لا يلتزمون باستخدامه، ويعانون من عدم ثبات القناع، والشعور بالاختناق والجفاف وتهيج الأنف، ويعرف أبو نعيم على وجه الدقة كم نسبة التزامه به. فماذا قد ترون ما سيحدث لقلبه باستخدام/عدم استخدام هذا الجهاز “المزعج” مدى الحياة!؟ ومع أن الأمراض المزمنة باغتت أبا نعيم في سن مبكّر، إلا أنها ولله الحمد لم تستمر إلا ما يزيد عن عام بقليل. خلال هذه القصة لم يحدث أن شعر بشيء من اليأس أو الانتكاس، خاصة أنه لمس النتائج الصحية يوما بعد يوم. ومع ذلك فقد واجه الكثير من المحبطين الذين كثيرا ما رددوا أمامه كلمات مثل “لماذا تتعب نفسك” أو “يكفي ما وصلت إليه” و”لماذا مشي المسافات الطويلة” وما إلى ذلك. وفِي المقابل فقد سمع من أحد الزملاء عبارة جميلة حين قال له: “ما شاء الله عليك، نزل وزنك عشر سنوات” ويقصد أن تحسن شمل أيضاً المظهر وعلامات الحيوية عليه. أما عندما يسأله أحد لماذا تمشي؟ فما يزيد جوابه عن يقول: إنه #المشي_للصحة وما زال وزن أبي نعيم الزائد في نزول نحو المعدل الطبيعي. وما كان النزول يتوقف إلا عندما يتوقف بسبب وعكة أو اضطرب جدوله في السفر أو ما شابه وهذا النزول يحفزه على الالتزام أكثر. والجدير بالذكر أن أبا نعيم لم يكن يلتزم بأي “ريجيم” لإنقاص الوزن، بل التزم بثقافة مشاة الرياض باكتساب عادات صحية وتحسين النمط المعيشي مثل الابتعاد عن السكر والملح المضاف، والأطعمة المحضرة من الدقيق الأبيض، وعن المقليات والأطعمة التي تحتوي على الزيوت المهدرجة إضافة إلى تخفيف أو إلغاء العشاء.. ويحرص على استدامة ذلك. بعد هذه النتائج الايجابية وضع أبو نعيم لنفسه تحدياً شخصياً جديداً وهو الالتزام بمشي 10 كيلو يومياً بالإضافة لعودته إلى ممارسة الألعاب الرياضية السابقة مثل كرة السلة وكرة القدم. لقد شمل التحسن الذي وجده أبو نعيم في مشكلته الصحية جوانب كثيرة في صحته الجسدية والنفسية، إضافة إلى البعد الاجتماعي الكبير مع المشي والاستفادة من مشاة الرياض، والتي وصفها بأنها “مذهلة” وتجعله لا يفكر أبدا في التوقف عن المشي بإذن الله وحاليا يمارس أبو نعيم هواية “النصيحة” لمن حوله بالانتظام في المشي والالتحاق ب #مجموعات_المشي مثل #مشاة_الرياض فقد تغيرت حياته كليا بعد التعرف عليهم والالتزام معهم بدءا من تغريدة معالي الوزير ووصولا إلى #مجتمع_صحي_رياضي تتراجع فيه أمراض القلب و#الأمراض_المزمنة القصة من تحرير ونشر مركز تعزيز الصحة @SaudiHPC بإشراف د. صالح بن سعد الأنصاري @Salihalansari