ذكرت مجلة "دير شبيجل" الألمانية، اليوم الأربعاء، أن التصور العام للجنود الأمريكيين في ألمانيا فترة ما بعد الحرب أنهم محبوبون ومن أصحاب التصرفات الحسنة لم يعد مؤكداً في ضوء معلومات تاريخية تكشفت مؤخراً. لكن كتاباً جديداً لمؤرخة ألمانية معروفة، كشف أن الجنود الأمريكيين اغتصبوا ما يصل إلى 190 ألف امرأة ألمانية، خلال الفترة التي تلت نهاية الحرب العالمية الثانية. وتساءلت "المجلة" هل هناك أي شيء يثبت حقيقة هذا الزعم؟. وسلطت المؤرخة الألمانية ميريام جيبهاردت – في كتابها – الضوء على هذه التصرفات، وسردت قصة حدثت في مارس 1945 قائلة: إن جنوداً أمريكيين وصلوا إلى دوسك واقتحموا منزلاً وحاولوا إجبار امرأتين على الصعود إلى الطابق الأعلى لكن كاثرين دبيلو وابنتها شارلوت تمكنتا من الفرار، غير أن الجنود لم يستسلموا بهذه السهولة فقد بدؤوا تفتيش كافة المنازل في المنطقة، وأخيراً وجدوهما في دورة مياه منزل مجاور قبل منتصف الليل بقليل، وقام بعد ذلك ستة جنود باغتصابهما دون رحمة. وذكرت "المجلة" أن مئات الآلاف وربما الملايين من نساء ألمانيا خضعن لنفس المصير في ذلك الوقت، ورغم أن مثل حوادث الاغتصاب الإجرامية هذه كان يلقى باللوم فيها على القوات السوفيتية في شرق ألمانيا، إلا أن هذه الحالة مختلفة، فالمغتصبون هنا جنود من الولاياتالمتحدةالأمريكية، ووقعت الجريمة في سبرندلينجن وهي قرية بالقرب من نهر الراين في الغرب. ومع نهاية الحرب العالمية الثانية تقدم نحو 1.6 مليون جندي أمريكي في عمق ألمانيا وفي النهاية التقوا القوات السوفيتية عند نهر إلبه، وفى الولاياتالمتحدة استقبل هؤلاء استقبال الأبطال الذين حرروا أوروبا من النازي، وأطلق عليهم "الجيل الأعظم" حتى الألمان كونوا صورة إيجابية لمحتليهم ووصفوهم بأنهم جنود ممتازون كانوا يوزعون الحلوى على الأطفال، وتوددوا إلى نساء ألمانيا بالهدايا. لكن "المجلة" تساءلت وهل هذه الصورة تتفق مع الواقع؟ ونشر المؤرخة الألمانية جيبهاردت كتاباً يلقي بظلال الشك على "النسخة المسلم بها للدور الأمريكي في ألمانيا في فترة ما بعد الحرب". وأوضحت "المجلة" أن العمل الذي خرج إلى النور في ألمانيا، أمس الأول الاثنين، يلقي بنظرة أقرب على اغتصاب الألمانيات من قبل كل المنتصرين بحلول نهاية الحرب العالمية الثانية، وعلى الرغم من أن وجهة نظر المؤرخة بشأن سلوك الجنود الأمريكيين ربما يثير علامات التعجب إلا أنها قالت: إن الجيش الأمريكي اغتصب ما يصل إلى 190 ألف ألمانية مع حلول الوقت الذي استعادت فيه ألمانيا الغربية سيادتها في عام 1955، ووقعت غالبية الاعتداءات في الشهور التي أعقبت الغزو الأمريكي لألمانيا النازية.