"فقط في سوريا يضحك الناس من الموت"، إشارة لواقع مربك تجسده معطيات جديدة على الساحة السورية، ويبدو أن العبارة الموجزة استطاعت أن تحلل كيفية تحول الدبابة من آلة للقتل والتدمير إلى أرجوحة عيد تسعد الأطفال. أطل العيد على أطفال مدينة حمص وتحديداً في التلبيسة بطريقة مدهشة غريبة، ولم يستطع كل الدمار الذي خلفه بشار الأسد وجيشه ومدفعيته من حرمان أطفال التلبيسة من عيدهم، حيث وضعت أرجوحات الأطفال على فوهة المدفع المثبت فوق الدبابة، حسبما أوردته "العربية"، وهتف الشباب الواقفون فوق الدبابة بإسقاط النظام، وغنوا متحدين النظام، وبعثوا برسائل للرئيس الأسد بأنه غير قادر على دخول التلبيسة رغم كل القصف والقتل الذي حدث هناك. وكأن التلبيسة ترفض أن تدفن تحت رماد الصواريخ والقذائف، فتصر على أن يشعر الأطفال بعيدهم، فتحول الدبابة التي تمتهن القتل إلى أداة جالبة للسعادة لأطفال التلبيسة. شاركت الدبابة في المظاهرة في التلبيسة، لتبقى المدينة التي نالت ما نالت من انتقام بشار الأسد واقفة وموجودة، ومبدعة في رسم الضحكة على وجوه السوريين رغم الموت المنتشر بإبداعاتها فيديوهات ونكات تستخف بالنظام وبآلته العسكرية.