ابتهج الجيران وسكان حي البديعة، المخطط الأول بالرياض، بقيام بعض الفضلاء بإعداد عشاء "بوفيه مفتوح"، وتقديم دعوة عامة لجميع العمال، والسائقين، والحراس، وذلك مباشرة أو عن طريق كفلائهم، يوم الاثنين الموافق 4 /5 الماضي. وتقول إحدى ساكنات الحي، أم ناصر المحيا: "شيء رائع ويثلج الصدر فقد دعا المنظمون من لديه سائق، أو أي عامل للعشاء بالحديقة المجاورة لمسجد بن مغيث، كما قُدمت لهم الهدايا، واستمتعوا بما شاهدوا وما قدم لهم في بلد الخير من أهله الطيبين، وهذا جميل جداً جعله الله مباركاً وقدوة للغير". ومن الصفات الكريمة التي أوصانا بها الحبيب للتعامل الأمثل مع النعم وشكرها، وللوقاية من شر الإسراف والبخل إطعام الطعام، سواء للمقتدر أو الفقير، فمن هديه – صلى الله عليه وسلم – أنه كان يأمر أصحابه بالصدقة والإطعام، لا سيما إذا رأى أهل الفاقة، كما في حديث مسلم عن جرير بن عبدالله البجلي – رضي الله عنه – قال فيه: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – فِي صَدْرِ النَّهَارِ، قَالَ فَجَاءَهُ قَوْمٌ حُفَاةٌ، عُرَاةٌ، مُجْتَابِي النِّمَارِ، أَوْ الْعَبَاءِ مُتَقَلِّدِي السُّيُوفِ، عَامَّتُهُمْ مِنْ مُضَرَ، بَلْ كُلُّهُمْ مِنْ مُضَرَ، فَتَمَعَّرَ وَجْهُ رَسُولِ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – لِمَا رَأَى بِهِمْ مِنْ الْفَاقَةِ، فَدَخَلَ ثُمَّ خَرَجَ، فَأَمَرَ بِلَالاً، فَأَذَّنَ وَأَقَامَ، فَصَلَّى ثُمَّ خَطَبَ، فَقَالَ: «{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ} إلى آخِرِ الْآيَةِ {إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً}، -وَالْآيَةَ الَّتِي فِي الْحَشْرِ- {اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ}، تَصَدَّقَ رَجُلٌ مِنْ دِينَارِهِ، مِنْ دِرْهَمِهِ، مِنْ ثَوْبِهِ، مِنْ صَاعِ بُرِّهِ، مِنْ صَاعِ تَمْرِهِ، وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ». كما أن الإطعام من خير الأعمال. وعن عبدالله بن عمرو بن العاص – رضي الله عنهما – أن رجلاً سأل رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: أي الإسلام خير؟ قال: «تُطعم الطعام، وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف» [البخاري، ومسلم]. وقال – صلى الله عليه وسلم -: «أحب الأعمال إلى الله – عز وجل – سرور تدخله على مسلم، تكشف عنه كربة، أو تطرد عنه جوعاً، أو تقضي عنه ديناً» [الطبراني في الكبير]. بل وصف – صلى الله عليه وسلم – من يقوم بذلك بأنه خير الناس حيث قال: «خِيارُكم مَنْ أَطْعَم الطعام» [ابن حبان في كتاب الثواب].