اعتبر قادة في ميليشيات "الحشد الشعبي" الشيعية أن العسكريين الإيرانيين ونظراءهم العراقيين حققوا "نصراً" عجز عنه مئات الآلاف من منتسبي القوات الأمنية العراقية، وأوضحوا أن المستشارين الإيرانيين علّموا منتسبي "الحشد الشعبي" العديد من الأمور والتقنيات المهمة التي مكّنتهم من التفوق خلال مدة قليلة، لم تقدمها أمريكا للجيش العراقي برغم السنوات الطويلة التي قضتها في البلد. وقالت وكالة "رويترز" في تقرير لها إنها: "أجرت لقاءً مع شخصيتين بارزتين في منظمة بدر، التي تعد من أكبر المجاميع في "الحشد الشعبي"، وكذلك مع قائد ميليشيا جديدة نوعاً ما تدعى سرايا الخراساني"، مشيرة إلى أن: "قوات الحشد الشعبي فضلاً عن كونها قد شكلت بفتوى من المرجع الديني الشيعي الأعلى في العراق، علي السيستاني، إلا أن قادة الحشد يعتبرون أيضاً أن توجيهات المرشد الروحي الإيراني علي خامنئي، تشكل عاملاً رئيساً في قرارهم القتال دفاعاً عن العراق. وذكرت رويترز أن: "الحشد الشعبي يترأسه جمال محمد جعفر، المعروف باسمه الحركي، أبو مهدي المهندس، الذي يقول عنه مسؤولون عراقيون، إنه اليد اليمنى لقائد فيلق القدس قاسم سليماني، ويثني عليه البعض من مقاتلي "الحشد الشعبي" على أنه بمثابة قائد لجميع القوات التي تعتبر كلمته كالسيف عليها". وأضافت "الوكالة" استناداً إلى القيادي في منظمة بدر، غربي بغداد، معين الكاظمي، أن: "الهيئة التي يترأسها المهندس تساعد بعملية تنسيق كل ما يتعلق من أمور سوقية إلى عمليات عسكرية ضد تنظيم داعش، وأن علاقة "المهندس" المقربة من سليماني، وهادي العامري، تساعد في تعزيز وتقوية التعاون". وأوضح "الكاظمي" أن: "أولئك الرجال عرف بعضهم البعض منذ أكثر من 20 عاماً، وإذا نظرنا إلى هذا التاريخ فإن له الأثر الكبير في تشكيل "الحشد الشعبي"، وخلق قوة استطاعت تحقيق نصر عجز 250 ألف جندي وأكثر من 600 ألف شرطي عن تحقيقه"، مشيراً إلى أن: "سليماني يشارك في حال وقوع معركة بتوجيهاته من مركز قيادة العملية من بداية المعركة لحين نهايتها، وأن آخر شيء فعله هو زيارته لجرحى المعركة في المستشفى. ويقدر مسؤولون عراقيون وكرد، أن: "عدد المستشارين الإيرانيين في العراق يتراوح بين مائة إلى عدة مئات، وهو يقل عن الجنود الأمريكيين والمستشارين المتواجدين في العراق، الذين يقدر عددهم بحدود ثلاثة آلاف عنصر لأغراض التدريب". ونقلت "رويترز" عن مسؤولين عراقيين، قولهم إن: "الإيرانيين ساعدوا في تنظيم تشكيلات "الحشد الشعبي" بعد الفتوى التي أصدرها المرجع الديني الشيعي الأعلى علي السيستاني، بدعوة العراقيين للدفاع عن بلدهم بعد اجتياح تنظيم داعش للموصل في حزيران المنصرم". وقال الكاظمي: إن "المستشارين الإيرانيين المتواجدين في العراق قد ساعدوا العراقيين في كل شيء، من المساعدات التكتيكية إلى توفير إمكانات الاستطلاع والإشارة اللاسلكية باستخدام الطائرات المسيرة؛ لإجراء المسح الإلكتروني والتقاط الاتصالات الراديوية"، مضيفاً أن: "الولاياتالمتحدة مكثت طيلة السنوات الماضية مع الجيش العراقي من دون أن تعلمه كيفية استخدام الطائرات المسيرة، أو تشغيل شبكة اتصالات معقدة، أو اختراق مكالمات العدو، في حين تمكن "الحشد الشعبي"، من تشغيل الطائرات المسيرة وتصنيعها، بمساعدة المستشارين الإيرانيين".