شغلت قضية اختفاء الطالب السعودي عبدالله الشريف، الذي يدرس الطيران في الفلبين، الرأي العام السعودي على مدى الأيام الماضية، خاصة مع ما كشفه أهله من دلائل تشير إلى أنه ما يزال على قيد الحياة. موقف السفارة من جهتها أصدرت سفارة المملكة في العاصمة الفلبينية مانيلا بياناً صحفياً بشأن المواطن "عبدالله الشريف" المفقود في الفلبين أثناء رحلة طيران تدريبية، أوضحت فيه أنها تلقت اتصالاً صباح يوم السبت 19 مايو من المواطن محمد خالد الشريف المقيم للدراسة مع شقيقه عبد الله في معهد "اورينت فلايت سكول" للطيران، مفيداً بفقدان الاتصال بشقيقه أثناء رحلة طيران تدريبية برفقة مدربه وفي حينه كوّنت السفارة فريق عمل على مدار الساعة بالتواصل مع الجهات المختصة الفلبينية. وأضافت أن عمليات البحث عن الطائرة المفقودة والطاقم بدأت حسب الإحداثيات المبلغة لهم من معهد الطيران، فيما أصدرت هيئة الطيران المدني الفلبيني يوم 20 مايو بياناً رسمياً عن فقدان الطائرة وأنه لم يتم العثور على الطيارين، وأن عمليات البحث ما زالت مستمرة إلى تاريخ صدور البيان. وأشارت إلى أن وزارة الخارجية في المملكة تتابع وبشكل مستمر مع السفارة مجريات البحث عن المواطن، وعليه تؤكد السفارة أنها سوف تستمر في بذل كافة الجهود للبحث عن المواطن بالتنسيق مع وزارة الخارجية الفلبينية ووزارة الدفاع وهيئة الطيران المدني والسلطات الفلبينية ذات العلاقة. وبيّنت السفارة أنها تحفظت على نشر البيان الصحفي في حينه بناءً على رغبة أسرة المواطن، وعليه قامت السفارة بإصدار هذا البيان لما ورد من استفسارات في وسائل التواصل الاجتماعي وسائل الإعلام، درءاً لأي إشاعة، راجية أن يعود المواطن المفقود سليماً معافًى. رواية الاختطاف وبدأت رواية اختطاف المتدرب “عبدالله الشريف” بالظهور بعد فشل جهود الوصول إلى حطام الطائرة أو أي أثر يفيد بسقوطها أثناء الرحلة التدريبية، بالإضافة لكشف عائلته عن الدلائل الغريبة والتي تفيد أنه تعرض للاختطاف حسب قولهم. حيث قال عبدالمجيد الشريف شقيق الطيار المفقود إنه يرجح فرضية اختطاف الطائرة التدريبية التي كان بها أخاه والمدرب الفلبيني، خاصة وأنه لم يوجد حتى الآن أي آثار لتحطم الطائرة، فكل ما عُثر عليه حقيبة خاصة للكابتن، وقد وُجِدت بموقع بعيد عن موقع الإقلاع وعن خط سير الرحلة التدريبية المرسوم سابقا. كما تحدث عبدالله الشريف عم المفقود، قائلاً: “وجدنا مؤشرات ودلائل أثبتت أنه على قيد الحياة، وطلبنا من السفارة الحضور لأكثر من مرة للاجتماع مع مندوب وزارة الدفاع وخفر السواحل، ولكن للأسف لم يحضروا، وما زلنا في حالة بحث، حتى إننا استقللنا طائرة خاصة لمسح الجزيرة التي طار عليها، إلا أننا لم نجد سوى حقيبة المدرب فيها هويته، وتمت إفادتنا من قبل أهله بأنه دائماً ما يضع هواتفه في حقيبته، إلا أننا لم نجدها، وهذا أوصل لنا صورة كاملة بأن عبدالله على قيد الحياة، وقد يكون قد تعرض للاختطاف”. وعن واقعة الاتصال بجوال عبدالله، قال شقيقه عبدالمجيد إن أحد أصدقائه بالسعودية قام بالاتصال على جوال شقيقي المفقود عدة مرات وتمت الإجابة عليه في المرة الرابعة، وكان ذلك بعد مرور ثلاثة أيام من الحادثة، وكانت المكالمة لمدة خمس دقائق، حيث ردت فلبينية على الاتصال وكانت تتحدث بلغتهم، ولكن لم يفهم صديقي ما كانت تقول، إلا أنها كانت تتكلم بصوت مرتفع، وبعد أن سألها هل تتحدث الإنجليزية، أجابت بنعم وانقطع الاتصال وبعد معاودة الاتصال كان الجوال مغلقاً. آخر تطورات البحث من جهتها وسعت السلطات الفلبينية نطاق بحثها، بعد تحليل المعلومات المتوافرة عن الطيار المفقود عبدالله الشريف، باستخدام السونار؛ لتغطية الجزء الثاني من منطقة البحث المحددة في البحر في جزيرة «أوكسيدنتال ميندور»، بمساحة إجمالية تقدر ب21 كيلومتراً وعرض 7 كيلومترات. ومسحت فرق البحث والإنقاذ أمس أكثر من 2.2 كيلو ولم ينتج عن البحث إيجاد أي حطام للطائرة تحت الماء أو فوق الماء. وفيما لم تظهر حتى الآن معلومات رسمية تؤكد فرضية الاختطاف كما لم تعلن أي جهة مسؤوليتها أو غرضها من ذلك، لا زالت آمال أسرة الطيار عبدالله الشريف ومحبيه معلقة بالعثور على طرف خيط يوصلهم إليه على قيد الحياة.