أكد إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ د. علي بن عبدالرحمن الحذيفي – في خطبة الجمعة -: أن التوكل على الله هو حصن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام الذي يحرزهم من مكر أعدائهم، والتوكل هو القوة التي لا تقهر من أعداء الأنبياء عليهم السلام، وهو الذي يواجهون به شدائد الحياة وكربات النوازل، وبه يتغلبون به على كل شدة وكرب. قال تعالى: (واتل عليهم نبأ نوح إذ قال لقومه يا قوم إن كان كبر عليكم مقامي وتذكيري بآيات الله فعلى الله توكلت فأجمعوا أمركم وشركاءكم ثم لا يكن أمركم عليكم غمة ثم اقضوا إلي ولا تنظرون). وأوضح أن من توكل على الله كفاه، وقال: عليكم الأخذ بأسباب التوكل وكملوا مقاماته، واحذروا ما يضاده أو يضاد كماله فهو عدتكم في هذه الحياة وأمانكم بعد الموت من كل عذاب وهول وكرب، قال تعالى: (وعلى الله فليتوكل المؤمنون). وقال: عظموا نعمة القرآن الكريم ونعمة السنة النبوية المبينة والمفسرة لهذا الكتاب العزيز، فقد رفع الله بهما الإنسان إلى أعلى منزلة قال الله تعالى: (ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين)، وقال سبحانه: (كلا إن كتاب الأبرار لفي عليين). وأكد أن رفعة الإنسان وقيمته وخيريته وشرفه بعقيدته الإسلامية، وأعماله الصالحة التي يكون بها صالحاً ومصلحاً للحياة، والقرآن العظيم والسنة المحمدية أحيا الله بهما القلوب من الموت، وشفى الله بهما الصدور من الأمراض، وبصر بهما من العمى، وأزال بهما أنواع الشرك والضلال والكفر والإلحاد، وطهر بهما العقول والقلوب من الشهوات والشبهات التي تغير الفطر المستقيمة والعقول السليمة رحمة من الله عز وجل بالناس. وأضاف: عز المسلم في الإيمان، قال تعالى: (ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون)، وذل الإنسان في المعاصي والآثام، قال الله تعالى: (إن الذين يحادون الله ورسوله أولئك في الأذلين). وبيَّن أن الله سبحانه فضَّل بعض الأعمال على بعض، فأعظم ما تقرب به المسلم إلى ربه أعمال القلوب التي أمر الله بها في الكتاب والسُّنة، وهي أساس أعمال الجوارح، ويتفاضل المسلمون بأعمال القلوب والاتصاف بها؛ ولذلك فالصحابة رضي الله عنهم سبقوا الناس في أعمال القلوب وفضلوهم فيها.