(أكثر تأثير للتقنية والشبكات الاجتماعية على حياتي هو ضياع الوقت وقلة الإنتاجية) كانت هذه إجابة 71% من أصل 710 أشخاص شاركوا في استفتاء أجريته عبر حسابي في تويتر، وقلة قليلة فقط ربطت بين الخيارات الأخرى في الاستفتاء حيث أكدت أن (التشتت وفقدان التركيز) يؤدي إلى (ضياع الوقت وقلة الإنتاجية) وبالتالي إلى (الاكتئاب من الواقع السلبي)، وقد فتح الاستفتاء العابر باب للسؤال المهم: كيف نكون أكثر إنتاجية ونحفظ وقتنا من سطوة الشبكات الاجتماعية والتقنية؟ يقول (كيث إبريهم) في كتابه (يبدأ الأمر بالشغف) : أنه لا يوجد غالبا (ما يمنعك؟) عن ما تريد وإنما يوجد (من يمنعك؟)، وغالبا فإن هذا ال (من) هو أنت، وإذا استطعت أن تضع خطاً حاسماً بين ما سبق وبين ما هو آت، فإنك ستكون قادرا على توقيع عقد مع الحياة من جديد. وحتى تحوز صفقة العمر هذه فيجب أن تعرف الفرق بين الأمور التي نفعلها في هذه الحياة والتي تنقسم إلى أربعة أمور: (أمور نحب أن نفعلها) لأنها تمنحنا السعادة وتعيد شحن طاقتنا، و(أمور نود أن تفعلها) لأنها تمنحنا السرور ولكننا غير شغوفين بها، و(أمور يجب أن تفعلها) وهي لا تمنحنا الطاقة ولا السرور لكنها الثمن الذي يجب أن ندفعه لننجز مهامنا، أما الأخيرة فهي (أمور نكره أن نفعلها) والتي تسبب لنا الألم والاستنزاف. النوعان الأخيران مما سبق هما النوعان اللذان نفر منهما، ونتجنب فعلهما بل ونفوض غيرنا بها، وفي الوقت الذي نظن أننا كارهون لهذا لأنها مهام مكروهة، لكن ثمة تفسير ذهبي أعمق من ذلك يخبرنا عنه كيث وهو: أننا عاجزون عن فعل (ما يجب فعله) أو (ما نكره فعله) لأننا ببساطة لم نشحن أنفسنا كفاية بفعل (ما نحب فعله) و(ما نود فعله)! ما علاقة تفسير كيث الذهبي بالشبكات الاجتماعية والتقنية؟ إدراك سر الإنتاجية والإنجاز يكمن في إدراكنا لأن الشبكات الاجتماعية حرمتنا فعل (ما نحب فعله) و(ما نود فعله)، وزادت على ذلك فأنهكتنا بقضايا لا علاقة لنا بها، والحل أن تحمي نفسك من نزق التقنية والشبكات وتتوقف عن سرد الأعذار وتحاول أن تتذكر ما كنت (تحب) و(تود) أن تفعله، ثم (تسرق لنفسك لحظة مجنونة) تفعل فيها كل ذلك وتوقع فيها صفقة العمر مع الحياة وتستمتع بتقارير إنجازك المبهرة آخر هذا العام. [email protected] Twit: @hindamer