في شهر مايو من عام 2016 عقد مؤتمر للمجلس السعودي للجودة بمناسبة يوم القياس العالمي، وفي هذا المؤتمر قدمت عرضاً بعنوان (التقويم الكوني والساعة الكونية) قارنت فيه بين التوقيت العالمي الحالي والتوقيت القرآني، حيث ذكر الثعالبي في كتابه فقه اللغة أن العرب قسموا ساعات الليل والنهار إلى 24 ساعة، منها ساعات البكور والضحى والظهيرة والعصر والأصيل والغروب والعتمة والفجر، وكما نلاحظ فقد تضمنت هذه الساعة الشمسية أسماء الصلوات الخمس وهذا ما تشير إليه الآية التي في سورة الإسراء (إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا) فحركة الشمس اليومية في السماء هي بمثابة حركة عقرب الساعة الكونية، كما أن ساعة الصفر في هذا التوقيت الكوني تبدأ من الغروب وليس من منتصف الليل كما هو الأمر في التوقيت العالمي الحالي. وبالنسبة للتقويم الكوني المعتمد فقد شرحته الآية الكريمة (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ… ) وهنا يتحدث القرآن الكريم عن التقويم أو التاريخ القمري الذي يعادل فيه العام الواحد 12 دورة للقمر حول الأرض وكل دورة بمثابة شهر واحد، ومن هذه الشهور محرم وصفر وربيع وجمادى ورجب، وقد ذكر ابن القيم، يرحمه الله، أن جميع الرسل عليهم السلام ربطوا العبادات في شرائعهم من صلاة وصيام وحج بالتاريخ القمري لا الشمسي. فإذا كان العالم يحتفل برأس كل سنة شمسية جديدة بما يحلو لهم من أعياد فإننا نحن المسلمين نحتفل ولكن بنهاية كل عام قمري وذلك في أعظم الشهور والأيام – شهر ذي الحجة – ففي أيام العشر الأولى منه نكبر الله ونتقرب إليه بالصالحات، وفي العاشر من ذي الحجة يوم النحر أو يوم العيد نختمها برمي الجمار وذبح الأضاحي والتكبير والتهليل والتحميد. فالحمد لله الذي هدانا للإسلام وبصرنا بالقرآن وأرسل لنا خاتم المرسلين وسيد الأنام محمداً عليه أفضل الصلاة والسلام، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات. والله لولا الله ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا أ.م.محمد أحمد عبيد مستشار تربوي ومدرب جودة @mohdobaid66