في إطار إيصال رسالة الحرمين الشريفين العلمية والدعوية لكافة رواد الحرمين الشريفين وقاصديهما وحرصاً من الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي على نشر رسالة العلم والتعليم بالمسجد الحرام ولأهمية ما يقام في رحابه من دورات ودروس علمية يحاضر فيها كبار العلماء لطلاب العلم وقاصدي المسجد الحرام، نظمت الإدارة العامة للتوجيه والإرشاد دورة علمية شارك فيها عددٌ من أصحاب المعالي والفضيلة أعضاء هيئة كبار العلماء وذلك خلال أواخر شهر ربيع الأول والأيام الأولى من شهر ربيعٍ الآخر مستثمرة إجازة ما بين الفصلين الدراسيين التي تشهد إقبال المعتمرين والزوار من داخل المملكة وخارجها. دروس على مدار اليوم ومن بعد صلاة الفجر افتتح معالي الشيخ الدكتور سعد بن ناصر الشثري, عضو هيئة كبار العلماء سابقاً الدروس العلمية منذ السبت الموافق 26 ربيع الأول التي انتهت اليوم الخميس، حيث ألقى بشكل يومي سلسلة محاضرات بعنوان "كتاب الحموية لشيخ الإسلام ابن تيمية"، وبعد صلاة الظهر قدم فضيلة الشيخ الدكتور فيصل بن جميل غزاوي, إمام المسجد الحرام درساً آخراً بعنوان "تفسير قصار المفصل من تفسير البغوي", أيام السبت والأحد والاثنين, فيما أكمل في ذات الموعد فضيلة الشيخ الدكتور علي بن عبدالرحمن الحذيفي, أيام الثلاثاء والأربعاء والخميس درس بعنوان "عمدة الأحكام". وعلى مدى الأيام الستة استمر معالي الشيخ الدكتور سعد بن تركي الخثلان عضو هيئة كبار العلماء في درس بعد صلاة العصر, بعنوان "عمدة الفقة لابن قدامة – من باب سجود السهو", فيما قدم معالي الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد الخنين عضو هيئة كبار العلماء, أيام السبت والأحد والاثنين بعد صلاة المغرب, بعنوان " كتاب الفتوى في الشريعة الإسلامية", وأكمل معالي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس إمام وخطيب المسجد الحرام والرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي, أيام الثلاثاء والأربعاء والخميس بعد صلاة المغرب, بعنوان " القواعد الفقهية لابن سعدي ". وبعد العشاء كان فضيلة الشيخ الدكتور خالد بن علي الغامدي إمام المسجد الحرام على موعد مع درس بعنوان "القواعد الحسان في تفسير القرآن لابن سعدي" في أيام السبت والأحد والاثنين, فيما أكمل فضيلة الشيخ الدكتور غازي بن مرشد العتيبي عميد كلية الشريعة بجامعة أم القرى, أيام الثلاثاء والأربعاء والخميس، بعد صلاة العشاء بعنوان "المدخل لدراسة المقاصد". آلاف تحتشد مع بداية كل صلاة يلحظ من يتواجد بتوسعة الملك فهد؛ توافد الآلاف من المصلين بالمنطقة المخصصة للدروس العلمية ويبدأ كل منهم مهمة أن يحصل على مكان يستمع فيه للدرس العلمي الذي سيقام عقب الفراغ من أداء الصلاة والسنة الراتبة إن كانت بعدها. "تواصل" التقت ببعض الطلاب حيث يؤكد "محمد مؤمن" وهو طالب من ساحل العاج ويدرس بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، حرصه على المجيء لمكةالمكرمة والمسجد الحرام للتزود بالعلم الشرعي في أطهر بقعة على وجه الأرض مشدداً على أن تواجده يبدأ منذ الفجر وحتى نهاية درس العشاء حيث إنه يحرص على تسجيل كافة الدروس صوتياً بالإضافة إلى تدون أبرز الملاحظات من خلال دفتر صغير بجعبته. ويضيف "محمد عبدالرؤوف" مقيم مصري، أن حضوره للدروس العلمية يأتي حرصاً على التزود بما يهم المسلم من أمور في العبادة واستزادة لعلوم شرعية لم يحصل عليها في تعليمه بحكم تخصصه الذي يدرس العلوم الشرعية بشكل مقنن, مؤكداً أن حضور مثل هذه الدروس فرصة للاطلاع والتزود بالعلم النافع. ويستطرد "محمد القرني" الطالب بكلية الطب بجامعة الملك خالد بأبها، قائلاً: إن الدروس العلمية بالمسجد الحرام لها نكهة خاصة مختلفة عن أي درس يقدم نظير قدسية المكان وروحانيته التي لن تتوفر في أي مكان آخر. ترتيب ونظام وتوثيق وفي ظل توافد الآلاف من طلبة العلم والزوار والمعتمرين يلحظ المتواجد قدر اهتمام منسوبي الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، من تهيئة المكان سواء بالنظافة المستمرة للسجاد أو توفير ماء زمزم وحبات تمر بالإضافة إلى مشروب القهوة الساخن, كما أن منسوبي الرئاسة لم يغفلوا أمنيات كثير من المسلمين في أقطار العالم لحضور الدروس مما جعلهم يسهلون مشاهدتها عبر بث على الهواء مباشرة من خلال الموقع الرسمي للرئاسة على شبكة الإنترنت, كما حرصت على التسهيل لقناة مكة الفضائية تصوير كافة الدروس العلمية التي ستبث مسجلة خلال الأسابيع المقبلة بمشيئة الله تعالى.