يقال (إن الإنسان يمر عليه حوالي 60 ألف فكرة يومياً)، ومع أنني أدرك أن هذا الرقم كبير جداً ، ولو صدقت 1% من هذا الرقم فستكون النتيجة 600 فكرة يومياً! وتذهب كل تلك الأفكار أدراج الرياح، ويمضي المرء وهو مشوش بتلك الأفكار التي تمر دون تقييد. وبغض النظر عن تلك المعلومة أعلاه، فإن الذي لا ريب فيه أن لدى المرء قدرة غير محدودة على التفكير، وأنه يجول بذهن الواحد منا في كل يوم عدد كبير من الأفكار مع معايشته لحياته اليومية، وأحداثها، وما يشاهده أو يسمعه، غير أن هذه الأفكار تمر مروراً عابراً، أحدها تتناول تحسين الوضع المروري والزحام الذي علقت فيه، وأخرى في الجانب التعليمي، وثالثة في المجال التقني. وتكون هذه الفكرة التي تجول بخاطرك جديدة كلياً، وأحياناً تكون تحسيناً لعمل ومشروع قائم، وقد تكون تلك الأفكار منطقية وواضحة حيناً، وجنونية خارجة عن المنطق حيناً آخر. لكننا – غالباً – نترك تلك الأفكار تتسرب من أذهاننا دون أن نقوم بخطوة حقيقية لكتابة الفكرة وتدارسها وتفصيلها وإزالة عقباتها، ودون أن ننشر شيئاً من هذه الأفكار للناس، وربما رأينا فكرتنا وقد أطلقها أحدهم، فتمنينا أن نكون قد تحدثنا بها قبل ذلك. ويتحدث “جيمس ألتوتشر” – صاحب ال 17 كتاباً التي يحتل عدد منها قائمة الكتب الأكثر مبيعاً ، ويمتلك قاعدة قراء كبيرة -يتحدث دوماً عن أهمية الأفكار، وأن من العادات الصباحية الجميلة أن يقوم المرء في بداية اليوم بالاستفادة من نقاء الصباح، والخلو من الشواغل، بتمرين جميل يستهدف تقوية عضلة التفكير أساساً، من خلال كتابة ( عشر أفكار) قبل البدء في أي مهمة من مهام اليوم، مشيراً إلى أن ممارسة “عملية التفكير” في هذا التمرين أهم من النتائج التي نخلص إليها، فتمرين الذهن هو الهدف المنشود، مع أنك سوف تدهش من النتائج. ولكي نكون عمليين أكثر، ما رأيك أن تطبق التمرين -بشكل مؤقت – في الأيام العشرة التالية، وفي كل يوم منها اجعل هدفك تقييد ما لا يقل عن 10 أفكار في المجال المحدد، سواء كانت الأفكار خلاّقة أم سخيفة، الأمر سيان، لأن هذه الكتابة منك وإليك، وليست بهدف إطلاع الآخرين عليها. ومن الأمثلة التي يقترحها عليك جيمس لتفكر فيها، هذه القائمة: 10 أفكار قديمة يمكنني تجديدها. 10 كتب يمكنني تأليفها. 10 أفكار عملية لشركات شهيرة مثل (جوجل ، أمازون، تويتر) 10 أفكار للمدونة الصوتية أو المرئية يمكن تسجيلها. 10 أمور لا تعجبني، بينما يفترض الجميع أنه لا يمكن المساس بها. 10 أشخاص أرغب في مصادقتهم (ثم حدد خطوة التواصل الأولى) 10 أمور تعلمتها بالأمس، أو في الشهر أو العام الماضي. 10 أمور أرغب في تحسين كفاءتي فيها (ثم 10 طرق لتحسين الكفاءة في كل واحد منها) 10 أمور كنت أهتم بها في طفولتي وسيكون من الرائع إعادة اكتشافها حالياً. 10 طرق قد أجربها لحل مشكلة تواجهني. وهذه خمس إضافية بديلة لو لم يرق لك أحد هذه العشر: 10 طرق لأستغل فيها منشورات قديمة لي وأعدّ منها كتباً. 10 أمور يمكنني فعلها اليوم بطريقة مختلفة. 10 طرق تمكنني من توفير الوقت. 10 أمور تعلمتها من الشخص س ( و “س” هذا يمكن أن يكون مدرباً أو مؤلفاً أو قائداً …). 10 أشخاص يمكن أن أرسل لهم أفكاري. وأخيراً : أرجو أن تكون قد شعرت بالحماسة لتجربة هذا التمرين عملياً، فإن كان ذلك كذلك، فإنني أوصيك بأن تلتزم بذلك في وقت الصباح لمدة عشرة أيام متتالية، وأن تجعل تلك الأفكار في دفتر محدد، أو ملف حاسوبي، أو على جوالك، وأن تضع تذكيراً لنفسك بهذا بحيث لا تخلّ به مهما كانت الظروف، وأن لا تكتب في أكثر من مجال في اليوم الواحد، فإن بعض الأفكار العميقة لا تخرج إلا حين تواصل الغوص في الموضوع المحدد، وتتجاوز الأفكار السطحية الضحلة. تمنياتي لك بأفكار إبداعية، وذهن متوقد، ومفعل بشكل إيجابي نافع. دام توفيقك محمد بن سعد العوشن @bin_oshan