يرى موقع "SelfGrowth"، أن على المرء مراقبة أفكاره لأنها تتحول بمرور الوقت لكلمات، ومراقبة كلماته لأنها تتحول لأفعال، ومراقبة أفعاله لأنها تتحول لعادات، ومراقبة عاداته لأنها تكون شخصيته، تلك الشخصية التي يحرص كل منا على أن تكون بأفضل صورة. أي أن الأفكار هي المسؤول الأساسي لتكوين شخصية المرء. الأفكار، تلك الجزيئات الصغيرة التي تمر بالعقل 70 ألف مرة يوميا، تسهم بشكل كبير بتشكيل شخصية المرء، ولتتأكد من هذا حاول أن تتذكر آخر مرة شعرت خلالها بالغضب ولاحظ كيفية تأثير الأفكار التي تمر بذهنك وقتها عليك داخليا وخارجيا وكيف أنها أسهمت بتشكيل ردود فعلك تجاه الموقف الذي أغضبك. وبعد أن عرفنا أهمية الأفكار، ننتقل الآن للتعرف على طرق تقويتها بشكل يجعلها تساعدنا على بناء شخصية قوية بداخلنا، وهذا يتم عبر الطرق الآتية: – تنبه لطبيعة أفكارك: ذكرت منذ قليل أن ما يقارب ال70 ألف فكرة تمر في عقل المرء يوميا، لكن تلك الأفكار لا تكون على وتيرة واحدة، فبعضها مجرد أفكار عابرة، لكن هدفنا يتعلق بتلك الأفكار التي تكون بحاجة للتغيير كونها تتسبب بإضعافنا. ترى متى تأتي الأفكار المضعفة إلينا؟ هل تأتي عند الإحساس بالإرهاق؟ أو بالحزن؟ أو حتى بالجوع؟ وما طبيعة هدف تلك الأفكار؟ هل هو إشعارنا بالرفض لذاتنا؟ أم بالاستياء من كل شيء حولنا؟ إذن فالخطوة الأولى هي إدراك مواصفات الأفكار التي تضعفنا لنتمكن من تغييرها. – تمرن على اليقظة: اليقظة تعني أن تلاحظ أفكارك المضعفة فور تكونها في عقلك وأن تتنبه لها بحيث تكون واضحة أمامك ولا تتمكن من إضعافك بدون أن تراها. فالوعي بوجود تلك الأفكار، التي تكون عبارة عن أحاديث ذاتية مع النفس، يسهم بإضعافها قبل أن تصبح وكأنها حقائق تدور في الذهن. – تصفح أفكارك: الأفكار والأحاديث الذهنية ليس بالضرورة أن تأتي منفصلة عن بعضها بعضا، فقد تمر في أذهاننا أفكار عدة في الوقت نفسه، ولو قمت بالتدقيق بكل فكرة تمر في ذهنك فإنك تقوم بمنحها الطاقة لتكبر أكثر وأكثر. لذا فالمطلوب أن تتصفح أفكارك بشكل سريع حتى لا تمنحها الفرصة بالتأثير عليك. وتذكر أن أفكار الآخرين يمكننا مناقشتها وربما دحضها بسهولة، وذلك لأننا لا نسمعها بداخلنا فنكون وكأننا تصفحناها عبر تصرفاتهم، وهذا هو المطلوب تجاه أفكارنا، لا تنصت لكل فكرة ولكن كن يقظا لها. – أعد تشكيل قناعاتك: القناعات التي نمتلكها ناتجة عن تراكم التجارب التي مررنا بها، الأمر الذي يجذب الأفكار المضعفة لنا لو كانت تجاربنا صعبة بشكل عام. لذا حاول أن تعيد صياغة قناعاتك التي ربما تكون قد تأثرت بعوامل خارجية. فعلى سبيل المثال؛ لو قام أحد الأشخاص بتصرف تسبب بالأذى لنا، فإن هذه التجربة في كثير من الأحيان ستخزن لدينا قناعة بأن هذا الشخص لا يريد لنا الخير، لكن لربما لو أعدنا تقييم الموقف سنجد بأنه تصرف تصرفات لاحقة عدة كانت لمصلحتنا رغم أنه كان يمكن ألا يقوم بها أصلا. إعادة تقييم القناعات تقلل من فرص الأفكار المضعفة للسيطرة على عقولنا. علاء عابد [email protected]