يُحكى أن شاباً من أهل الجزيرة تعرف على فتاة كورية كانت تُمرِّض والدَه في أحد المستشفيات، وقد أُعجب برجاحة عقلها واتزان منطقها فقرر الزواج منها متجاوزاً أعراف القبيلة والمجتمع، وبعد أن فاتحها في الزواج منها أبدت له موافقتها شريطة أن يتم ذلك في بلدها وبموافقة أهلها -: شد الشاب الرِّحَالَ إلى هناك حيث أكرموا مثواه ورحبوا به واحتفوا به، وبعد أن أُعلنت مراسمُ الخطوبة قرروا أن تقام حفلة كبيرة في إحدى القاعات؛ وقامت الفتاة بدعوة صديقاتها واجتمع الجميعُ في ليلة من ليالي ألف ليلة وليلة، إلا أن ما كدّر عليهم فرحتَهم أن العريس من شدة الفرح ومن شدة الشبه بين المدعوات ضيَّع شكل عروسته، فما كان منه إلا أن جلس بقرب فتاة أخرى حيث يقول: بدأ العدد بالتناقص حتى وجدت نفسي بلا أي فرد من أفراد العائلة والمصيبة أني لا أعرف لغتهم ولا يعرفون لغتي ولا أعرف العنوان، حيث كانت الساعة الواحدة بعد منتصف الليل ودرجة الحرارة الخارجية 15 تحت الصفر. ويواصل حديثه: المشكلة أن محفظتي في بيتهم، أما أكبر مشاكلي فكانت أني لا أفرق بين الأشكال ولو كانت من دول أخرى كاليابان أو الصين. هذا المأزق يتكرر لنا شبه يومي، وبما أننا نقع تحت تأثير العقل اللا واعي؛ فنحن لا ندرك الكثيرَ ولا نميز بين الأشكال حتى وإن تكلمت بألسنتنا، ولا نعرف الفرق، وكثيراً ما نظن أننا لدينا الخبرة الكافية فنكرر الأخطاء فتتعثر الطموحات و"تتفركش" الخطوبات، ونعود كما عاد صاحبنا إلى البلاد تاركاً خلفه سخطَ الناس ومبالغ مالية مهدرة وأوقات مضيعة.. هدى الله الجميع لمعرفة الألسن والملامح.