الذي يتأمل تاريخ الجزيرة العربية قبل عقود مضت سيجد: حكومات متفرقة وقبائل متناحرة فغالب الجزيرة كان تحت نفوذ الدولة العثمانية، وهذا النفوذ متفاوت على حسب أهميته السياسية أو الدينية أو الاقتصادية وذلك على النحو التالي: في الحجاز أعلن الشريف حاكم الحجاز تبعيته للدولة العثمانية سلمًا، فاهتم العثمانيون بالحجاز لمكانته الدينية، وحموه من خطر البرتغاليين على الحرمين الشريفين. أما نجد فكانت لا تتمتع بأهمية استراتيجية أو اقتصادية آنذاك وساد فيها نظام الحكم الأسري مثل: آل معمر في العيينة، آل سعود في الدرعية، ودهام بن دواس في الرياض.. وكثرت المنازعات بين الأسر الحاكمة. وشرق البلاد كان خاضعاً لزعماء بني خالد.. أما الجنوب المخلاف السليماني – جازان- فكان خاضعاً لنفوذ أشراف الحجاز، ومنطقة عسير استقر الحكم فيها لأسرة آل عائض. هذا بالنسبة للسياسة أما الحالة الدينية فصحيح أن الإسلام هو دين وعقيدة أهل الجزيرة العربية منذ إشراقة الإسلام، لكن لم تخل في زمن مضى من بعض البدع أو الشركيات الظاهرة مثل بناء القباب على القبور والتوسل بأصحابها لجلب المصالح أو دفع المضار. والناحية الاقتصادية فاسأل عنها كبار السن الذي حدثونا عن الجوع، وعن صعوبة الوضع المالي والاقتصادي لسكان هذه الجزيرة. كانت الجزيرة العربية تحتاج إلى أمرين أو جانبين؛ ديني ينشر العقيدة الصحيحة ويقمع الضلالات، وسياسي يوحد المتفرق، وينهي حالات التشتت والتفرق، فأراد الله الخير لهذه البلاد بظهور دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب الدينية، وبظهورها اتحدت مع سياسة الأمير محمد بن سعود السياسية – رحمهما الله-، فاتحد الجانبان فأخرجا إلى العالم دولة إسلامية، تعثرت الدولة السعودية الأولى ثم الثانية، وظهر النجاح في قيام الدولة السعودية الثالثة – الحالية- على يد موحدها الملك عبد العزيز – رحمه الله تعالى-. وتتوالى نعم الكريم – سبحانه- على هذه الدولة فبعد الوحدة السياسية ظهر النفط، فانعكس إيجابياً على البلاد، حتى صارت اليوم في مصاف الدول الاقتصادية والمزدهرة. تغيرت أحوال الجزيرة العربية سياسياً ودينياً واقتصادياً، وساد الأمن والاستقرار واستمر الرخاء بعد مجيء المملكة العربية السعودية.. واقرأوا التاريخ كيف كنا بالأمس وكيف كان وضع مجتمعنا، وشاهدوا كيف صارت جزيرتنا العربية وكيف تغيرت أحوال الناس إلى الأفضل. اليوم الوطني مناسبة نتذكر فيها نعم الله فنشكرها، ونتداول فيها إنجازات بلادنا فنحافظ عليها ونساهم في تقدمها، ونتعرف على الأخطار التي تهدد بلادنا فنقف صفاً في منازلتها ومواجهتها. واجبنا تجاه وطننا.. الوفاء.. والإخلاص في المهام والأعمال التي توكل إلينا؛ كي نساهم في بناء بلادنا.. المُساهمة في خدمة المجتمع، والحفاظ على أمن الدولة وكف الأذى عن المواطنين.. احترام القوانين وعدم مخالفتها، والدعوة إلى تَطبيقها. المحافظة على مكتسبات ومنجزات بلادنا.. عدم الانسياق وراء الإشاعات، والتحريض، فاليوم الإعلام يمطر علينا بإشاعات مغرضة وتحريض واضح عبر وسائل الإعلام الجديدة سواء كانت مقروءة أو مسموعة أومرئية، فالواجب الحذر والتحذير منها. * للراحل غازي القصيبي -رحمه الله-: أجل نحن الحجاز ونحن نجد هنا مجد لنا وهناك مجد ونحن جزيرة العرب افتداها ويفيدها غطارفة وأُسد ونحن شمالنا كبر أشم ونحن جنوبنا كبر أشد ومنها قوله: ونحن عسير مطلبها عسير ونحن جبالها برق ورعد ونحن الشاطئ الشرقي بحر وأصداف وأسياف وحشد ولكم تحياااااتي _________________________________________________________ . كاتب إعلامي للتواصل تويتر: @alomary2008 إيميل: [email protected]