كشفت "مؤسسة الأقصى للوقف والتراث" في تقرير إعلامي عممته الاثنين (25-6) إن الاحتلال قام بهدم وتدمير طبقات أثرية لأبنية تاريخية عريقة متعاقبة منذ العصور الإسلامية المتقدمة – الأموي والعباسي – وحتى العهد العثماني منها مسجد وبناية المدرسة الأفضلية، التي يعود تاريخها إلى عهد الدولة الأيوبية. وذكرت "مؤسسة الأقصى" أن ما يسمى ب "سلطة الآثار الصهيونية" قامت بعمليات هدم وطمس ممنهجة للآثار الإسلامية على مدار خمس سنوات، خلال حفريات أجرتها في أقصى غرب منطقة ساحة البراق على بعد نحو 100 مترا عن المسجد الأقصى المبارك، وهي ضمن مساحة حي المغاربة الذي هدمه الاحتلال بتاريخ 11/6/1967م وحوّل حينها الحارة بأكملها الى ما يُطلق عليه زوراً وبهتاناً "ساحة المبكى" . وأشارت إلى أنها قامت بعدة زيارات ميدانية لموقع هذه الحفريات واطلعت على وثائق ودراسات وصور تؤكد ما أقدمت عليه أذرع الاحتلال، وقالت إن الاحتلال يدمّر الآثار والأبنية التاريخية الإسلامية في وقت يدعي أنه اكتشف موجودات أثرية يهودية تعود لفترة الهيكل الأول والثاني المزعومين ، حيث يخطط الاحتلال إلى بناء مركز تهويدي ضخم على خمسة طوابق بعضها في عمق الأرض في الموقع المذكور تحت اسم " مبنى تراث المبكى – بيت هليبا " . وقالت المؤسسة في تقريرها إن " سلطة الآثار الصهيوني" نفذت وبتمويل من " صندوق حفظ إرث المبكى" – وهي شركة حكومية تابعة مباشرة لمكتب رئيس الحكومة الصهيونية – حفريات واسعة على مساحة دونم ونصف الدونم في المنطقة الواقعة في أقصى غرب منطقة البراق، بدأت عام 2005م وتوقفت عام 2009م – نشير ان المنطقة شهدت حفريات في سنوات سابقة – وبمشاركة نحو 60 حفاراً يومياً ، وبمشاركة أدوات ثقيلة – جرافات – أحياناً ، بعمق نحو خمسة أمتار أسفل المستوى العام ل "ساحة البراق" وعلى عمق أكثر من 13 متراً من المستوى العام لحارة الشرف – والتي استولى عليها الاحتلال عام 1967م ودمّر أغلب بناياتها الإسلامية والعربية وأقام عليها حي استيطاني أطلق عليه اسم الحي اليهودي . وأكدت أن أذرع الاحتلال قامت بتدمير طبقات أثرية إسلامية كاملة خلال عمليات الحفر عقارات ، حوانيت ، أبنية سكنية وعامة ، منشئات مائية ، ومن ضمنها مسجد وبناية المدرسة الأفضلية ، علماً أن الاحتلال تعرّف واعترف خلال فترات حفرياته بأن هذه الأبنية إسلامية التاريخ، ولكنه تعمّد تدميرها وواصل عمليات الحفر والتدمير للطبقات الأثرية الإسلامية على التوالي ، ويعود تاريخ الأبنية الأثرية التي تم هدمها إلى فترة أواخر الخلافة الأموية، وفترة الخلافة العباسية، والأيوبية والمملوكية والعثمانية. وأشارت إلى أنه لم يبق من الموجودات الأثرية الإسلامية إلاّ جزء قليل منها، لا يعبر بشكل من الأشكال عن حجم البنايات الأثرية الإسلامية العريقة التي بنيت على مدار مئات السنين في الموقع المذكور ، وهذا ما تفيد به أيضا بعض المصادر العبرية. وختمت "مؤسسة الأقصى" تقريرها بأن الاحتلال وأذرعه التنفيذية ترتكب مجازر بحق التاريخ والآثار والحضارة الإسلامية والعربية في القدسالمحتلة، خاصة في المنطقة الملاصقة للمسجد الأقصى المبارك. وفي سياق متصل، حذرت وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية سلطات الاحتلال الصهيوني من التمادي في الانتهاكات والاعتداءات على المسجد الأقصى المبارك وما حوله. واستنكرت الوزارة في بيان لوزير الأوقاف الأردني الدكتور عبدالسلام العبادي اليوم الاثنين (25-6) قيام سلطات الاحتلال اليوم بتسهيل اقتحام المسجد المبارك من مجموعة من المتطرفين اليهود تتكون من عضو كنيست وبعض أعوانه وحوالي ستين جنديا من الجيش الصهيوني إضافة إلى ثلاثة من عناصر الأمن الداخلي". وأشار البيان إلى أن "سلطات الاحتلال قامت بتاريخ 22/5/2012 بأعمال هدم وإزالة أتربه وبقايا أثرية وتراثية في طريق باب المغاربة، وقامت أيضا في تاريخ 28/5/2012 بإدخال مجموعة من المتطرفين والجنود بلباسهم العسكري إلى داخل ساحات المسجد حيث قاموا برفع العلم الإسرائيلي متحدين مشاعر المصلين قبالة قبة الصخرة المشرفة بشكل غير مسبوق". وندد العبادي في بيانه "تصاعد وتيرة الانتهاكات والاعتداءات الأخيرة من قبل سلطات الاحتلال على المسجد الأقصى المبارك مما يعد تحد صارخ وتعد على حرمة المسجد الأقصى المبارك وهذا مخالفة صريحة لكل المواثيق والعهود الدولية التي تنص على احترام دور الأردن في رعاية المقدسات الإسلامية في القدس، وهي تضرب بعرض الحائط قرارات الأممالمتحدة ومنظمة اليونيسكو والاتفاقيات الدولية وان استمرار العدوان والاعتداء والتلاعب في المنطقة التاريخية والتراثية في ساحة جسر باب المغاربة يدفع إلى القلق البالغ والتنديد الشديد". ولفت إلى أن "هذه التصرفات المرفوضة والتي تمس حرمة المسجد الأقصى المبارك من قبل سلطات الاحتلال تعتبر تعد صارخ على المسجد الأقصى المبارك وعلى طريق باب المغاربة التي هي جزء لا يتجزأ من المسجد الأقصى المبارك وهي الطريق التي تؤدي إلى أهم أبواب المسجد الأقصى المبارك، مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعراجه إلى السموات العلى وان هذه التصرفات تعتبر اعتداء ومساسا لمشاعر (1.5) مليار مسلم في العالم أجمع وهي تجري بكل تحد في ذكرى الإسراء والمعراج، وان سياسة النفس الطويل والخطوة خطوة التي تمارسها سلطات الاحتلال لن تزحزح المسلمين عن موقفهم العقدي الراسخ بالتمسك بالقدس الشريف ودرتها المسجد الأقصى المبارك أولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين الشريفين مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعراجه إلى السموات العلى". مبينا "ان وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية تندد بهذه الممارسات وتناشد المجتمع الدولي والمنظمات الدولية والعربية والإسلامية للوقوف في وجه التمادي والغطرسة داعيةً إلى بذل كل الجهود الممكنة لوقف ذلك".