أدرجت لجنة منظمة الصحة العالمية لأمراض السرطان عوادم محركات الديزل كمادة مسرطنة ومسببة للسرطان لدى البشر، وأن خطورتها تأتي في المرتبة الثانية بعد السجائر، التي تعد المسبب الأول لسرطان للرئة، وذلك بعد 20 عاماً من تصنيفها "مادة مسرطنة محتملة". ويأتي اتخاذ هذا القرار عقب أسبوع من الجلسات المطولة التي جمعت خبراء عالميين، الذين قدموا أوراق عمل مختلفة في هذا الموضوع. وأوضحت الوكالة الدولية لأبحاث السرطان "آيرك" أنها قد بنت قرارها على "دليل راسخ على أن التعرض للعادم يرافقه تزايد في خطر الإصابة بسرطان الرئة". وقد أعقب هذا القرار الاجتماع الذي عقدته الوكالة الدولية لأبحاث السرطان "آيرك" خلال الفترة من الخامس إلى 12 من حزيران (يونيو) في مدينة ليون الفرنسية، ووضعت عادم محركات الديزل ضمن المجموعة (1) التي تتضمن ما يزيد على 100 مادة أخرى مثل منتجات التبغ، والإسبستوس، والبنزين، والأشعة فوق البنفسجية، والدخان غير المعالج. كذلك فقد لاحظت اللجنة أن هناك ارتباطا بين التعرض لعوادم محركات الديزل وخطر الإصابة بسرطان المثانة. وفي عام 1988 صنفت الوكالة الدولية لأبحاث السرطان "آيرك" عادم الديزل بوصفه "مادة مسرطنة محتملة للبشر" ضمن المجموعة (2أ)، وفي عام 1998 أشارت إحدى المجموعات الاستشارية إلى وجوب مراجعة هذا التصنيف. وإن القلق بشأن احتمالية تسبب عادم الديزل في الإصابة بالسرطان قد تزايد بعد نشر عدد من الدراسات الوبائية للعاملين في بيئات متعددة. وأحدث هذه الأدلة ما ظهر في آذار (مارس) 2012 عندما نشرت دورية المعهد القومي للسرطان دراسة موسعة أجراها المعهد الوطني الأمريكي للسرطان والمعهد القومي للسلامة والصحة المهنية حول عمال المناجم الذين يتعرضون للعوادم المنبعثة من محركات الديزل، وقد أوضحت الدراسة أن هناك تزايداً في مخاطر الوفاة نتيجة لسرطان الرئة الذي يصاب به من يتعرضون لهذه العوادم.