استيقظ العالم صباح أمس على فاجعة مقتل شباب وأطفال في عمر الزهور من حفظة كتاب الله في ولاية قندوز شمالي أفغانستان، بسبب غارة جوية نفذتها القوات الحكومية المدعومة بقوات التحالف الدولي الغربي، واستهدفت مدرسة لتحفيظ القرآن الكريم كانت تشهد احتفالات لتكريم هؤلاء الشباب والأطفال من الفائزين في مسابقة لختم القرآن الكريم، والذين بدلاً من أن يتلقوا التكريم تلقوا الشهادة وذهبوا إلى ربهم. وبررت الحكومة الأفغانية الهجوم الغاشم، بوجود أعضاء من حركة طالبان الإرهابية ضمن حضور الحفل، ووصفته بأنه كان اجتماعًا لقيادات الحركة الموالية لتنظيم القاعدة؛ ما يؤكد وجود خلل في المعلومات الواردة إلى الحكومة الأفغانية وقوات التحالف الغربي، أو أن الاثنين قررا أن يقوما بالتضحية بجميع المدنيين الموجودين في المكان مقابل القضاء على أعضاء الحركة المتواجدين في حفل التكريم. ووصلت التقديرات المبدئية للضحايا إلى 100 شخص من مراحل عمرية مختلفة من سن 5 سنوات حتى 20 عامًا امتلأت ساحة مسجد مدرسة تحفيظ القرآن بجثثهم الطاهرة الذكية، فيما وصل عدد الجرحى إلى 50 شخصًا وفقًا لتصريحات نصر الدين سعدي قائم مقام منطقة داشتي أرتشي، الذي أكد وجود احتمالات قوية لتزايد عدد الضحايا. ووفقًا للسلطات الأفغانية، فقد تمّ إرسال محققي الأممالمتحدة إلى مسرح الأحداث اليوم لإلقاء الضوء على ملابسات الغارة، وقال قرويون في إقليم قندوز، شمال أفغانستان، إنهم دفنوا العشرات من ضحايا ضربة جوية نفذتها القوات الحكومية في منطقة خاضعة لسيطرة حركة طالبان، في واقعة وصفتها الأممالمتحدة بأنها "مزعجة". وسلطت الواقعة الضوء على مخاطر تعزيز استخدام القوة الجوية، بموجب إستراتيجية جديدة أعلنتها الولاياتالمتحدة العام الماضي، في محاولة لإرغام طالبان على الجلوس إلى طاولة المفاوضات. وقال سيد جان، أحد سكان منطقة داشتي أرتشي، إنه شارك في جنازتين جماعيتين لنحو 40 شخصًا، مضيفًا أن إجراءات دفن أخرى اتخذت، مضيفًا أن الهجوم، الذي نُفذ بطائرات هليكوبتر، وقع خلال مراسم دينية، تقام بمناسبة إتمام شبان حفظ القرآن الكريم، وبحسب شهود، كان هناك حوالي 1000 شخص لحضور المراسم خلال الغارة. وقالت بعثة المساعدة التابعة للأمم المتحدة في أفغانستان – في تغريدة لها – إن محققيها في المنطقة لتحري "التقارير المزعجة" أكدوا تعرض مدنيين "لأضرار بالغة". وفي الوقت الذي أكدت فيه عدة مصادر أن الضحايا كان أغلبهم من المدنيين، قال مسؤول كبير بوزارة الدفاع الأفغانية، إن الضربة الجوية وقعت أثناء اجتماع للمتشددين، وأسفرت عن مقتل 35 على الأقل من طالبان وإصابة كثيرين آخرين، نافيًا تعرض المدنيين لأضرار، قائلاً إن من بين القتلى اثنين من كبار قادة طالبان. وظهرت في تسجيل فيديو بثته طالبان على الإنترنت جثث -لأربعة أطفال- في أكفانها، كما تم تداول صور أخرى لأطفال وبالغين يعالجون في المستشفى. فيما قالت حركة طالبان، إن الضربة الجوية قتلت 150 من رجال الدين والمدنيين، ونفت تواجد أي من مقاتليها في الموقع.