يواصل حديثه فيقول سافرت بلا جواز وأنجزت الكثير من الإجراءات بدون تقديم الهوية الوطنية! إن صاحب هذه الأسطورة يخالف بديهيات العقل وأبجديَّات المنطق إلا أن كان يقص حلماً فهذا عالم غيبي لا يرتهن لتأطير الواقع وتنظيمه. الهوية مصطلح يُستخدم لوصف مفهوم الشخص وتعبيره عن فرديته ومنها جاءت الهوية الوطنية لأنها تُظهر المعلومات والبيانات التي يتميّزُ فيها الفرد عن غيره. ورغم أسطورتنا التي إنكارها من البديهيات، الكثير منا لا يزال يعيش الحياة بلا هوية فحياته ككتاب مليء بالصفحات بلا عنوان، ومهما كانت الأسباب سيبقى الغموض مخيما عليه، وربما يكون خبره على كل لسان استغرابا وربما يكون استهجانا أيضاً. البعض يكحلها بما يعميها فيجعل لكتاب حياته أكثر من عنوان فأول ما يطرأ على البال أنه حاطب ليل لا يستحق صرف المال ولا هدر الوقت من أجله. أنا وأنت كتاب والكتاب يتضح من عنوانه، فإذا لم يكن لك عنوان وهوية تُعرف بهما ومحتوى تبذل العمر من أجله فلن تستطيع قراءة نفسك فضلاً أن يقرؤك الآخرون، وستصبح في أرشيف الحياة لا تربطنا بك إلا الذكريات. قلِّب في صفحات حياتك وتأمل في معاني لحظاتك المشاعرية وقراراتك المصيرية فهي لسان صادق لعنوانك وهويتك الحقيقية التي يجب أن تعيشها بوعي، فالتاريخ لا يخلد ذكر إنسان لا يمتثل هوية ولا تؤرقه رسالة ولا يحمل على عاتقه قضية. البعض يتطوع في كل شيء ويريد أن تكون له بصمة في كل شيء وتمر الأيام ويجد نفسه خاوي اليدين لا شيء، لأن لذة العطاء لا تنال بالعشواء، فمن يبيع كل شيء لا نثق بمنتجه ولا نقصده غالباً إلا لحاجة ختاماً.. اصنع هويتك وترجمها لمبادرات في حياتك تعش جنة الدنيا ومتعتها فهد بن عبدالعزيز النقيثان مختص بتسويق الذات