كرمت جمعية تحفيظ القرآن الكريم بوادي ليّه، الأسر القرآنية البالغ عددها 19 أسرة، يصل أفرادها ل87 شخصاً، والتي بها أكبر عدد من الحفاظ والحافظات، وذلك في فكرة استباقية من الجمعية؛ لتكون الأولى على مستوى جمعيات التحفيظ، حيث أقيم الحفل بفندق أوالف بالطائف، بعد صلاة مغرب يوم أمس الأول السبت، برعاية كريمة من معالي محافظ الطائف، الأستاذ فهد بن عبدالعزيز بن معمر، وحضور صاحب الفضيلة الدكتور عبدالله بصفر، أمين الهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم. وشمل التكريم الأب، والأم، والأبناء، والبنات الحفظة والحافظات، الذين أتموا حفظ القرآن الكريم كاملاً، وحصلوا فيه على شهادة اجتياز اختبار حفظ القرآن الكريم، حيث إن بعض هذه الأسر يصل فيها عدد الحفاظ والحافظات إلى 4 أو أكثر. وتحدث فضيلة الشيخ عيضة بن علي العوفي، رئيس جمعية تحفيظ القرآن الكريم بوادي ليّه، خلال الحفل، حيث رحب في بداية كلمته بالحضور، وقال: "لقد منَّ الله علينا في هذه البلاد المباركة بنعم لا تعد ولا تحصى، نسأل الله أن يحفظها، ويعيننا على شكرها، ومن أعظم هذه النعم نعمة الإسلام، ونعمة الأمن، ونعمة الاستقرار، ورغد العيش، ونعمة القرآن الذي هو دستور دولتنا المباركة التي تحكم بشرع الله، وتسعى جاهدة في دعم مناشط الدعوة إلى الله، والعناية بتعليم القرآن الكريم، وإن من جهودها المشكورة رعاية دعم جمعيات تحفيظ القرآن الكريم المنتشرة في أرجاء وطننا الغالي، ومنها جمعية تحفيظ القرآن الكريم بوادي ليّه التي تميزت منذ 30 عاماً في تعليم القرآن الكريم في القرى الواقعة جنوب مدينة الطائف، وهذه الجمعية المباركة التي يغطي نشاطها أكثر من 200 قرية، وينتظم في حلقها ودورها حوالي 6 آلاف طالب وطالبة. وأوضح أن هذا الحفل تكرم فيه الأسر القرآنية، وهي الأسر التي تضم أكبر عدد من الحافظين والحافظات وحُق لهم التكريم؛ لأن الأب والأم وأبناءَهم تعاونوا حتى حفظوا كتاب الله، وهذه الأسر التسع عشرة التي سوف تكرم في هذه الأمسية هي نموذج للبيت الصالح بإذن الله؛ لأن حفظة القرآن الكريم لهم منزلة رفيعة في الجنة. وأضاف: مبادرة جمعية تحفيظ القرآن الكريم بوادي ليّه بهذه الفكرة الرائدة "تكريم الأسر القرآنية" ينعكس على العمل القرآني في بلادنا الحبيبة، ويشجع على الإقبال على تعلم القرآن الكريم، والعمل بما جاء فيه. وقال الشيخ العوفي: "أشكر الله سبحانه على ما يسر من تعليم القرآن الكريم، كما أشكر حكومة خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله – على عنايتها بالقرآن الكريم ممثلة في وزارة الشؤون الإسلامية، ووزيرها الشيخ صالح آل الشيخ، وشكرنا موصول لصاحب السمو الملكي، أمير منطقة مكةالمكرمة، ومعالي محافظ الطائف، والمسؤولين في المحافظة، ومن أسهم في دعم الجمعية من المحسنين ولإخواني أعضاء مجلس الإدارة والعاملين بالجمعية، ونبارك لمن التحق بحلق القرآن الكريم. من جانبه، بين الشيخ دخيل الله بن حسن الأزوري، عضو مجلس إدارة الجمعية، رئيس اللجنة المشرفة على تعليم القرآن الكريم بالجمعية بوادي ليّه، خلال كلمة ألقاها أن هذه ليلة من ليالي الخير والعطاء، ليلة يتجلى فيها العرفان والوفاء ساعات ولحظات نعيشها مع القرآن الكريم، ومع أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته، وأعظِم به من شرف! وأضاف: أنَّ جمعية تحفيظ القرآن الكريم بوادي ليّه – منذ نشأتها – كغيرها من جمعيات تحفيظ القرآن الكريم في هذه البلاد المباركة، أخذت على عاتقها تعليم كتاب الله تلاوةً وحفظاً لأبناء وبنات وأهالي القرى والهجر التي تشرف عليها جنوب محافظة الطائف، ومن الأسس التي تبنتها هذه الجمعية ضمن خططها هي تكريم وتشجيع المقبلين على حفظ كتاب الله في الحلق والدور التابعة لها، ويتم هذا التكريم على مستويات مختلفة بمنح الشهادات، والمكافآت، لمن اجتازوا اختبار المراحل والمستويات، خلال العام الدراسي، وطلاب الدورات المتميزة والدورات المكثفة لحفظ القرآن الكريم، خلال الإجازة الصيفية، والذين أتموا حفظ كتاب الله. وأشار الشيخ "دخيل الله" أنه عرفاناً وتقديراً من مجلس إدارة الجمعية لأسر الطلاب والطالبات الحفظة، ولدورهم المهم في حفز وتشجيع أبنائهم على تعلم وحفظ كتاب الله، لهذا أقر مجلس الإدارة بأن يتم تكريم الآباء والأمهات مع أبنائهم، وخصص هذا التكريم للأسر التي حفظ من أفرادها أربعة أشخاص فأكثر، وحصلوا على شهادات إتمام حفظ القرآن من الجمعية، وبلغ عدد الأسر التي سيتم تكريمها هذه الليلة تسع عشرة أسرة، وعدد أفرادها سبعة وثمانين فرداً، فيما سيتم تكريم الآباء وأبنائهم في هذه القاعة، بينما سيتم في القاعة المجاورة تكريم الأمهات وبناتهن من قبل المسؤولات في القسم النسوي التابع للجمعية. فيما ألقى الأستاذ فهد بن معيض الجعيد، كلمة نيابة عن الطلاب المكرمين، بعث فيها أربع رسائل شكر وعرفان، بدءاً من خادم الحرمين الشريفين، وأصحاب السمو الأمراء، ثم الجمعية، والقائمين عليها، وبعث رسالة والد كل حافظ للقرآن، وأخيراً للحفاظ. وفي نهاية الحفل، تم تكريم جميع أفراد الأسر المكرمة.