استضاف ديوان المظالم، اليوم الخميس، عضو هيئة كبار العلماء عضو اللجنة الدائمة للإفتاء الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان، وذلك في القاعة الكبرى بالمقر الرئيسي لديوان المظالم. وفي مستهل اللقاء رحّب رئيس ديوان المظالم رئيس مجلس القضاء الإداري الشيخ الدكتور خالد بن محمد اليوسف بالشيخ صالح الفوزان، مثمّناً لمعاليه مشاركته في باكورة برامج تعزيز الأمن الفكري التي دشّنها ديوان المظالم مؤخراً بمشاركة سماحة مفتي عام المملكة. وأضاف الشيخ اليوسف: أن لقاء هذا اليوم يحمل عنواناً مهماً لطلبة العلم والقضاة ولاسيما مع كثرة المعطيات التي نراها في وسائل التواصل من أفكار عقدية، أو مغالية بعيدة كل البعد عن الطريق المستقيم، يجب حيالها تبيين منهج الشريعة والسلوك الصحيح في التعامل معها, عاداً الأمن الفكري المعيار الأساس لضمان استمرارية النعم، وانتفاء الخوف عن المجتمعات؛ لذلك قامت المملكة منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز – طيب الله ثراه – حتى عهدنا الزاهر بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين – حفظهما الله – بالتأكيد على المنهج القويم المعتدل من غير تنطع ولا غلو، ومن غير انحلال أو انسلاخ, ويتأكد في ذلك أن المملكة حاضنة الشريعة ومهبط الوحي مازالت تندد وتستنكر مناهجهم التي حادت عن طريق الصواب والاعتدال. بعدها ألقى الشيخ الدكتور صالح الفوزان، محاضرةً عن أهمية الأمن الفكري والدور الذي يقوم به في المجتمع، مؤكداً على الجميع أهمية إدراك المسؤوليات والأدوار التي تُسهم في حفظ الأمن واستقراره, والعمل على إزالة اللبس الذي قد يؤدي إلى الانحراف الفكري، وتبيين القضايا الشرعية التي تعزز سلامة العقيدة والذي قامت عليه المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها. وأضاف: نحن بفضل الله لدينا الوحيان الكتاب والسنة، فمنهما نأخذ عقيدتنا بما فيها من أحكام عقدية وفقهية وأخلاقية، وعليهما يسير قضاؤنا ومجتمعنا، فقد كفل الله لنا الطريق السليم الذي نسير عليه في حياتنا ونلقى الله به. وأشار إلى الارتباط الوثيق بين الأمن الفكري وتحقيق الأمن بشكل عام؛ ومؤكداً على أهمية الاعتدال والتمسك به في كافة مناحي الحياة. ويأتي الملتقى في إطار تنفيذ قرار مع إلى رئيس ديوان المظالم تشكيل لجنة للدعم العلمي وتعزيز الأمن الفكري، ويأتي أيضاً وفق ما أقره مجلس القضاء الإداري في جلسته المنعقدة بتاريخ 15 /5 /1439ه بإقرار برامج تعزيز ومتابعة الوعي الفكري؛ إيماناً بما يشكله الأمن الفكري من أهمية بالغة في حماية الفرد وتوعيته، بالتأكيد على سلوك منهج الوسطية والاعتدال، وتعزيز الانتماء الوطني وحماية المقدرات والمكتسبات الوطنية بسياج منيع ضد الفكر المتطرف. يشار إلى أن برامج الأمن الفكري بديوان المظالم تم تدشينها في وقتٍ سابق من قبل سماحة مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، ومع إلى رئيس ديوان المظالم الشيخ الدكتور خالد بن محمد اليوسف، لتشكل باكورة البرامج الفكرية المتخصصة التي تُعنى بتحقيق ومتابعة السلوك الوسطي المعتدل وسلامة الفكر وتعزيز الانتماء والمواطنة.