أكد الشيخ د. عبدالعزيز الفوزان -عضو مجلس هيئة حقوق الإنسان- أن الاكتتاب في أسهم البنك الأهلي حرامٌ، وينبغي على المواطن عدم الدخول فيه ولو كان الربح مليون ضعف بالمئة. وأوضح الفوزان خلال حلقة من برنامج (يستفتونك) على فضائية "الرسالة": إن الدولة أرادت بالاكتتاب نفع المواطنين، حيث يشترون الأسهم بمبلغ رخيص كما أُعلن، والمتوقع أن يتضاعف سعرها بعد نهاية الاكتتاب. وتابع: "البنك الأهلي هو بنك عريق ويعتبر من أكبر البنوك السعودية رأسمالاً وفروعاً، وحقيقة الدولة تُشكر على هذه اللفتة الطيبة منها، ولكن الشيء الذي يكدر هذا المقصد الحسن الذي أرادوه، وهو شيء في الحقيقة تحدثنا فيه منذ قرابة 10 أشهر أول ما سمعنا طرحه للاكتتاب مع بعض المسؤولين في البنك والهيئة الشرعية المشرفة عليه وبعض المسؤولين في مؤسسة النقد وبعض المشايخ تحدثوا عن هذا أيضاً عبر وسائل الإعلام صراحة ووجهوا رسائل في هذا أنه إن أردنا فعلاً نفعَ المواطنين وتمكينهم من الاكتتاب بهذا البنك؛ فيجب أن يُخلّص البنك من المعاملات الربوية المحرمة، لكن الشيء المحزن والمؤسف وأنا أتعجب لماذا الإصرار على الحرام من قِبل القائمين على البنك والمشرفين عليه أو من قِبل الجهات الرقابية الرسمية". وأضاف الفوزان: "حسب القوائم المالية الأخيرة للبنك الأهلي، لدى البنك حوالي 140 مليار ريال كلها سندات ربوية والعياذ بالله، فكيف يجوز للناس أن يكتتبوا في هذا البنك وهذا هو حاله، وكيف نريد نفعَ المواطنين ونحن نجرهم للحرام جرًّا بهذه الطريقة، هذا والله لا يجوز، وأنا أقول لأحبتي الذين كانوا فرحين بهذا الاكتتاب ويرون أنه مفيد لهم ومن خلاله سيحصّل المحتاجُ منهم سيولةً عاجلة يستفيد منها فيما يحتاجه، أو الغني يظن أن هذه أسهم يستثمرها من خلال الأرباح السنوية التي تدخل عليه حسب أسهمه التي في هذا البنك، دائماً يقولون هذه فرصتنا، واليوم كنت أتناقش مع عدد من هؤلاء الإخوة الفضلاء يحتمل أن يوجَد لهم مخرج شرعي حتى لا تفوتهم هذه الفرصة التي أتيحت لهم، ولكن قلت لهم أحبتي الحرام حرام والله لو كان الربح مليون ضعف بالمئة فإنه لا يجوز أن تدخلوا فيه وسيعوضكم الله تعالى خيراً منه لو تركتموه لوجه الله -عز وجل- ". وقال: إن "بعضهم يقول لعلّي أكتسب ثم أبيع أسهمي مباشرة بعد الاكتتاب لا أنتظر أرباحاً من البنك أو أكون شريكاً لهم في الربا، ولكن أقول إنك بمجرد أن تكتتب أصبحت شريكاً في هذا البنك بعدد أسهمك التي اكتتبت فيها، فأنت شاركته في الحرام ودخلت على بيّنة ورضيت بالحرام فكيف يجوز لك هذا؟! ولا شك أن من تساهل في هذا الأمر وبحث عن مبررات ليدخل في الحرام؛ ستجده يعيش في همّ وقلق وغم شديد، وتكون هذه الأسهم غُصة في حلقه حتى لو باعها مباشرة يظل متحرجاً من هذا المال الذي دخل عليه وهو يعتقد أنه حرام". واستطرد الفوزان: "فأقول يا أخي لماذا نحرج الناس؟ لماذا نجرّهم إلى الحرام؟ لماذا نؤثمهم ولا نتقي الله فيهم، فبدلاً من أن نخدم الناس وندخل السرورَ عليهم ونتيح لهم فرصة الربح الحلال المبارك والسريع نوقعهم في حرج لا يعلمه إلا الله وربما في هَمّ يلازمهم حتى الموت إن دخلوا في هذا، وإن لم يدخلوا يشعرون بالحسرة أنه فعلاً جاءتهم فرصة لم يأت مثلها من قبل وقد حرموا منها؛ لأن البنك مع الأسف لا يزال غارقاً في الربا، هذا لا يجوز يا أخي ولا يصح وليس والله من نفع المواطنين أو خدمتهم أو من المواطنة الحقة أن يُجعل هذا المجال لمن لا يبالون بأكل الحرام، والغالبية العظمي من أبناء هذا الشعب المبارك الذين يراقبون الله -سبحانه وتعالى- ويتحرون الحلال". وأكد أن أصحاب بعض الأهواء الذين لا يعظّمون حرمات الله بدؤوا يبحثون عن بعض الفتاوى التي تحلل المعاملات الربوية في البنوك بشبهات ما أنزل الله بها من سلطان ويحاربون الله ورسوله وما عليه إجماع الأمة مع الأسف الشديد، واصفاً هذا البلاء بأنه من الفتن العظيمة.