ذكرت الانباء الواردة من اليمن ان السلطات اليمنية اعتقلت العشرات من الضباط والجنود الجمعة ممن انضموا للمحتجين المناهضين للحكومة، في محاولة على ما يبدو لوقف نزيف الانشقاقات في المؤسسة العسكرية. ووصف الرئيس اليمني علي عبد الله صالح المنشقين بانهم "مارقون وجبناء". وقال مصدر عسكري، طلب عدم ذكر اسمه، ان الاعتقالات شملت عددا من كبار الضباط وعشرات الجنود. وجاءت الاعتقالات، حسب المصدر، عقب تظاهرة الثلاثاء ضد صالح قام بها عسكريون في قاعدة "عند" الجوية في محافظو لحج جنوبي البلاد. وتأتي هذه الاعتقالات في وقت اعلن فيه صالح موافقته المشروطة على المبادرة التي تقدمت بها دول مجلس التعاون الخليجي لنقل السلطة. وأكد صالح تمسكه ب"شرعيته الدستورية"، لكنه تعهد ايضا "التعامل بايجابية" مع الخطة الخليجية. وقال صالح امام حشد من مؤيديه "نؤكد لكم تمسكنا بالشرعية الدستورية وفاء لجماهير شعبنا رافضين رفضا كاملا العمليات الانقلابية على الحرية والديمقراطية والتعددية السياسية". واضاف "نرحب بمبادرة وزراء المجلس وسنتعامل معها بايجابية وفي اطار دستور اليمن". مسيرات في موازاة ذلك، أفاد مراسلنا في اليمن عبدالله غراب بأن مسيرات حاشدة انطلقت في 16 مدينة يمنية للمطالبة برحيل النظام بينما تجمع مئات الآلاف في صنعاء تأييدا للرئيس صالح. وخرج الآلاف عقب صلاة الجمعة بمدينة المكلا في مسيرة حاشدة جابت شوارع المدينة انطلقت من ساحة التغيير بكورنيش المكلا استجابة لدعوة وجهها شباب التغيير بحضرموت المعتصمون بالساحة منذ أكثر من ستة أسابيع. وكانت المسيرة قد انطلقت من ساحة التغيير بكورنيش المكلا مروراً بالشارع العام حتى مجسم سدة المكلا مرددين هتافات تنادي بالرحيل الفوري لصالح ونظامه. وكان قد قتل ثمانية اشخاص، من بينهم ستة عسكريين، في معارك اندلعت الخميس بين وحدة من الحرس الجمهوري ومسلحين قبليين في محافظة لحج في جنوب اليمن، كما اعلن مسؤول امني. وقال المصدر الذي طلب عدم كشف اسمه ان المعارك اندلعت بين مسلحين من سكان بلدة العبوس الجبلية في محافظة لحج، ووحدة من الحرس الجمهوري الذي يقوده نجل علي عبد الله صالح، الرئيس الذي يواجه حركة احتجاجات شعبية تطالب برحيله. واضاف ان ستة عسكريين ومسلحين اثنين قتلوا واصيب خمسة اشخاص آخرين بجروح في هذه المعارك التي تواصلت ليل الخميس الجمعة. الا ان مصدراً عسكرياً آخر تحدث عن سقوط 13 قتيلاً في صفوف الجيش. واندلعت المعارك بسبب رفض الجيش نقل معسكر لوحدة الحرس الجمهوري موجود منذ سنوات في جبل يشرف على بلدات المنطقة، وهو ما يرى فيه السكان "استفزازا"، وفقاً لمصادر قبلية. وبحسب هذه المصادر، هاجم سكان صباح الخميس موقعا عسكريا على سفح الجبل وقتلوا جنديين فرد الحرس الجمهوري على الهجوم. واستمرت الاشتباكات متقطعة خلال الليل وحاول العسكريون صد المسلحين القبليين الذي حاصروا معسكرهم بدون ان ينجحوا في ذلك، بحسب شهود. وقال ضابط في الحرس الجمهوري متمركز في المنطقة ان الوضع كان متوترا صباح الجمعة في العبوس. ويشهد اليمن حيث تسيطر القبائل المدججة بالسلاح على عدة مناطق, حركة احتجاجية مستمرة منذ نهاية يناير/ كانون الثاني تطالب بتنحي الرئيس صالح. وبقي الحرس الجمهوري بقيادة احمد علي صالح مواليا للرئيس الذي خسر دعم قسم من الجيش وعدد من القبائل النافذة ومن رجال الدين. كما تواجه السلطة حركة انشقاقية في الجنوب فيما ينشط عناصر من القاعدة المتجذرة في هذا البلد الفقير.