عقب نحو تسعة أسابيع من تنحي الرئيس المصري حسني مبارك يعتزم وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيله اليوم الثلاثاء التحدث مع قادة الحكومة المصرية حول التقدم في العملية الديمقراطية في مصر، والتأكيد على حرية الرأي والمظاهرات. تجدر الإشارة إلى أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية يتولى السلطة في البلاد بشكل مؤقت عقب تنحي مبارك عن الحكم في 11 فبراير الماضي إثر اندلاع الاحتجاجات الشعبية المطالبة بإسقاط النظام. ومن المقرر أن تجرى الانتخابات البرلمانية والرئاسية في مصر في الخريف المقبل. وعقب وصوله إلى العاصمة المصرية مساء أمس الأثنين قرر فيسترفيله بشكل مفاجئ ومختلف عن بروتوكول الزيارة القيام بجولة في القاهرة لتكوين صورة عن الحياة اليومية للناس في تلك المدينة التاريخية. يذكر أن فيسترفيله قام في فبراير الماضي بجولة في ميدان التحرير، مركز اندلاع الاحتجاجات الشعبية. وكانت هذه أول زيارة يقوم بها للبلاد عقب تنحي مبارك. وقام فيسترفيله مساء أمس بجولة لمدة ساعة في المنطقة السياحية التاريخية خان الخليلي، حيث تم التقاط صور له مع نساء وأطفال كما جلس على أحد المقاهي الشعبية في المنطقة. وكان بعض المارة والمتواجدين في المنطقة يتحدثون من حين لأخر إلى الوزير الذي كان يرافقه عدد من الحراس الشخصيين، وشكره البعض لقيامه بزيارتهم، كما أهداه رجل مسن لوحة فنية، بينما استعلم فيسترفيله عن لوحات السور القرآنية المكتوبة باللون الذهبي في أحد البازارات القديمة. وقال فيسترفيله: ''ما أستطيع قوله للجميع هو أنه من المجدي القدوم إلى القاهرة باستمرار''. وذكر الوزير أن تلك الزيارة ليست ممتعة فقط على المستوى السياحي ، لكنها أيضا تساهم في دعم مصر في طريقها للديمقراطية. ويعتزم الوزير الألماني إجراء محادثات اليوم مع نظيره المصري نبيل العربي ورئيس الوزراء عصام شرف. كما من المخطط أن يلتقي فيسترفيله بنائب رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان محمد فائق. وتقيم الخارجية الألمانية خطوات التقدم في مصر عقب الثورة بأنها إيجابية بوجه عام، إلا أن هناك انتقادات لإصدار حكم بالسجن مؤخرا على المدون المصري مايكل نبيل لمدة ثلاثة أعوام بتهمة إهانة الجيش ونشر أخبار كاذبة عن المؤسسة العسكرية. ويرى وزير الخارجية الألماني أن مصر بلد محوري في تحديد ما إذا كانت الثورات في المنطقة العربية ستتمكن من وضع أسس الديمقراطية في المنطقة. وتعتزم الحكومة الألمانية دعم دول مثل مصر وتونس في الانتقال إلى الديمقراطية سنويا بنحو 50 مليون يورو حتى عام 2013 . وستخصص هذه الأموال في تدريب الصحفيين وتمويل المنح الدراسية ودعم البرامج المهنية للشباب. ومن المخطط أيضا أن تساعد المؤسسات السياسية للأحزاب الألمانية في بناء هياكل الديمقراطية في مصر. ومن ناحية أخرى ، يتوجه الوزير الألماني اليوم إلى العاصمة الإماراتية أبو ظبي، حيث سيشارك في اجتماع للاتحاد الأوروبي مع مجلس التعاون الخليجي الذي يهدف إلى دعم التعاون بين الدول العربية. ومن المقرر أن تدور المحادثات في أبو ظبي أيضا حول التطور السياسي في المنطقة عقب الثورات التي اندلعت بها ، بالإضافة إلى الوضع في ليبيا. ومن المخطط أن يجتمع الوزير الألماني مع نظيره الإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان. ووفقا لبيانات الخارجية الألمانية تعتبر الإمارات أكبر سوق تصدير للاقتصاد الألماني في المنطقة العربية. يشار إلى أن هذه الزيارة هي العاشرة التي يقوم بها فيسترفيله للشرق الأوسط ومنطقة الخليج منذ عام2009 ومن المقرر أن يعود الوزير إلى برلين مساء غد الأربعاء.