يبدأ وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيلله، اليوم، جولة في شمال أفريقيا تستمر ثلاثة أيام يزور خلالها الجزائروتونس وليبيا. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية أندرياس بيشكه في برلين أمس إن الوزير الألماني أراد أن تكون أول زيارة خارجية له في العام الجديد إلى المنطقة التي شهدت في مثل هذه الأيام قبل سنة ثورات شعبية وتحولات سياسية مهمة، وذلك بهدف تكوين صورة أوضح عن التطورات الحاصلة وتحديد أشكال الدعم الألماني لها مع كبار المسوؤلين العرب الذين سيجتمع بهم. ورداً على سؤال ل «الحياة» حول تقويم حكومته لواقع وصول أحزاب إسلامية إلى السلطة في تونس والنجاحات التي حققتها القوى الإسلامية في مصر، شدد بيشكه «على ضرورة التأني في استخدام تعبير إسلاميين وعدم إسقاط التمايز الموجود بينهم». وأضاف أن حزب النهضة الذي فار في تونس وشكّل الحكومة الحالية «التزم مثل غيره من القوى السياسية في البلاد بالمبادئ الديموقراطية، وبالعملية الديموقراطية، واحترام حقوق الإنسان، والتعددية السياسية والحريات العامة». وتابع أن حكومته «ستقيس الالتزامات هذه التي تضمنتها برامج الأحزاب بالخطوات التي ستطبق على الأرض»، مشيراً إلى أن الوزير فيسترفيلله الذي سيجتمع مع رئيس الحكومة ووزير الخارجية ووزراء آخرين في حكومة حمادي الجبالي «سيكوّن صورة أوضح عن التحولات الحاصلة في تونس، وأين يقف البلد حالياً وما هي احتياجاته». ولفت إلى أن ألمانيا «ترى أن وضع تونس جيد مقارنة بغيرها، وقطعت شوطاً لا بأس به، وتشكّل بلداً نموذجياً في هذا المجال حتى الآن». وبالنسبة إلى المحادثات التي يجريها مسؤولون في وزارته مع قادة في جماعة «الإخوان المسلمين» في مصر، قال بيشكه «إن الاتصالات مستمرة على مستويات منخفضة، ومن السابق لأوانه إعطاء تقويم شامل لها»، مضيفاً أن برلين «تنتظر التزام كل الأحزاب المصرية بالعملية الديموقراطية الجارية». وعن طلب النيابة العامة المصرية إنزال عقوبة الموت في حق الرئيس السابق حسني مبارك قال الناطق الألماني إن حكومته «تتابع مجريات المحاكمة بدقة وتنتظر بأن يتم التعاطي مع القضية استناداً إلى القوانين المرعية والشفافية مع ضمان محاكمة عادلة تحاسب مبارك على ما ارتكبه من أفعال»، مؤكداً أن ذلك مهم جداً لقياس جوهر التحولات الجارية في مصر. وأضاف أن من المعروف أن ألمانيا ودول الاتحاد الأوروبي ترفض عقوبة الموت من حيث المبدأ. وأعرب بيشكه عن قلق بلده من الوضع في ليبيا بعد النزاعات الأخيرة التي وقعت بين مجموعات مسلحة، معرباً عن أمله في أن تتمكن الحكومة الموقتة فيها من العمل في أجواء ديموقراطية. وشدد على أن الاجتماعات التي سيجريها الوزير فيسترفيلله مع المسؤولين في طرابلس ستساعد على التعرف الى الوضع القائم حالياً بصورة أدق. وزير تونسي في غضون ذلك، أعلن وزير الشؤون الاجتماعية التونسي خليل الزاوية، الجمعة، أن التوتر الاجتماعي بلغ «ذروته» في حوض قفصة المنجمي (الجنوب الغربي) وذلك غداة زيارة إلى هذه المنطقة حيث حاول عاطل من العمل الانتحار حرقاً أمام مقر الولاية. وصرح الزاوية إلى وكالة «فرانس برس» غداة زيارته إلى قفصة برفقة وزيري الصناعة والتجارة محمد الأمين الشخاري والعمل والتدريب المهني عبدالوهاب معطر:«أمس كانت أول مرة منذ عشرات السنين يزور فيها وزراء المناجم، كان أول اتصال، إننا نأسف أن ينتهي بتلك المأساة، بحركة يائسة». وأقدم رجل في سن الأربعين كان في اعتصام مع عاطلين آخرين من العمل أمام مقر ولاية قفصة، على حرق نفسه الخميس ونقل في حالة خطيرة إلى المستشفى قرب تونس. وقد اندلعت الانتفاضة الشعبية التي أطاحت الرئيس السابق زين العابدين بن علي في 17 كانون الأول (ديسمبر) 2010 في سيدي بوزيد بعدما أحرق بائع الخضر الجوال محمد البوعزيزي نفسه. وزار وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه، أمس، سيدي بوزيد التي انطلقت منها «شرارة» الثورة التونسية.