كشفت مصادر أمنية مطلعة أن المطلوب رقم 69 في قائمة ال85 اليمني قاسم الريمي الذي قالت صنعاء انه متورط في تفجير انبوب للنفط في محافظة مأرب السبت الماضي، هو الممسك فعلياً بقيادة تنظيم «القاعدة في جزيرة العرب» في حين أن زعيم التنظيم اليمني ناصر الوحيشي ونائبه السعودي سعيد الشهري ليسا سوى منظرين، ولا يتوليان تسيير دفة النشاط اليومي. وأوضحت المصادر أن الريمي وكنيته «أبو هريرة الصنعاني»، يشرف على عمليات الترتيب والتخطيط في التنظيم، ويقوم بدرسها وحده، وثم يسلمها للمنفذين، مؤكدة أنه يشكل رأس هرم تنظيم «القاعدة» في اليمن. وقالت إن كل خطط الاغتيالات والتفجيرات في التنظيم هي من أفكار الريمي، كما أن آراءه القتالية والمخططات التي يطرحها في الاجتماعات تنفذ على الفور، خصوصاً إذا كان الاجتماع يضم الوحيشي والشهري (مطلوبان أمنياً في الرياض وصنعاء) اللذين يكتفيان بالتنظير. وأضافت: «يعمل الريمي على تدريب الشبان وتوزيعهم على المواقع في الجبال، ويقدم محاضرات عن الأسلحة والمتفجرات وكيفية صُنعها لزملائه والمستجدين المغرر بهم». وأشارت المصادر إلى أن «أبو هريرة الصنعاني» خطط لاغتيال شخصيات سعودية وأجنبية في صنعاء، إذ أرسل مجموعة من عناصره إلى موقع قريب من مطار صنعاء وتحصّنوا في ثلاثة منازل قريبة بحيث يتم استهداف طائرة مسؤول سعودي لحظة وصولها إلى صنعاء، بالأسلحة التي يحملونها من نوع «البايكات»، وهو سلاح رشاش أكبر وأقوى من ال «كلاشنيكوف»، ومدافع الهاون. ووصلت طائرة المسؤول بعد الموعد المحدد بثلاثة أو أربعة أيام، لكن القوات اليمنية اقتحمت أحد المنازل بعد أن علمت بالمخطط، وقُتل في الدهم شابان سعودي ويمني، فاضطرت العناصر الأخرى إلى الانسحاب من المنزلين بعد أن فشلت العملية. وأضافت: «هناك محاولات أخرى خطط لها الريمي، لاغتيال قائد القوات الأميركية في العراق، وتم الاستعداد لها بناء على معلومات تلقوها بأن طائرته ستهبط في مطار عدن، وتبين في ما بعد أن الطائرة وصلت إلى مطار صنعاء وليس عدن. كما أمر بقتل عدد من الضباط في محافظة مأرب وعدد من الجنود اليمنيين». وعن ارتباط القائد العسكري بالسعودي الشهري، قالت المصادر إن الريمي من مواليد جدة (غرب السعودية)، والتقى أكثر من مرة بزعيم «القاعدة» في السعودية عبدالعزيز المقرن الذي قتل في مواجهة أمنية بالرياض في 18 تموز (يوليو) 2004، وتم اللقاء بينهما في المسجد الحرام في مكةالمكرمة، وخرج (الريمي) من السعودية عن طريق التهريب». ووصفت المصادر القائد العسكري ل «القاعدة في جزيرة العرب» بأنه قريب من زملائه في اليمن، بعكس ما كان عليه في أفغانستان، وهم يرونه المدبر الأول لعمليات التنظيم، بعكس الوحيشي الذي يفتقر إلى الخبرات العسكرية. ولفتت إلى أن «أبو هريرة الصنعاني» تولى تدريب عناصر التنظيم في معسكر الفاروق في أفغانستان، وفي الوقت نفسه كان نائباً لقائد المعسكر، ومكلفاً بتدريب المقاتلين على الأسلحة الخفيفة والمتفجرات، لكنه كان غير محبوب من أعضاء المعسكر الذي ضم جنسيات مختلفة، إذ اتسم بالغلظة وقلة المناقشة والحوار مع زملائه. يذكر أن السلطات اليمنية حددت الاثنين ما قبل الماضي هوية الإرهابيين الذين فجروا أنبوب النفط بمنطقة آل حتيك، وقالت انهم «مجموعة خطرة ومطلوبة أمنياً تضم السعوديين سعيد الشهري وآخر يدعى الغامدي واليمنيين علي سعيد جميل وقاسم الريمي وناصر الدوحة، بالتعاون مع آخرين أحدهم شيخ قبيلة».