- الرأي - تقرير : خلود النبهان - جازان : في عالم يمتلئ بالتحديات، يبرز العمل التطوعي كجسر يصل بين الأفراد ومجتمعاتهم، يعيد تعريف القيم الإنسانية ويصوغ ملامح المستقبل. من بين هؤلاء الشباب الذين آمنوا بأهمية التطوع وتأثيره الإيجابي، يبرز اسم – رمزي حوباني – الشاب السعودي الطموح، وأحد أبناء منطقة جازان، الذي اختار أن يجعل من العمل التطوعي رسالة لحياته ومسيرة تخلّد أثره. من هو رمزي حوباني؟ وُلد رمزي في منطقة جازان، وترعرع بين أبوعريش وقرية حاكمة أبوعريش. منذ سنواته الأولى، أظهر شغفًا بالأعمال الإنسانية والتجارية، مما مهّد الطريق ليصبح واحدًا من أبرز المتطوعين المتميزين في المنطقة. وعن ذلك يقول: "رحلتي كانت مليئة بالتحديات التي ساهمت في تشكيل شخصيتي. أصفها بأنها رحلة تعلم وتطوير، فيها بنيت الكثير، وهدمت مفاهيم خاطئة. لكل إنسان حكايته، لكنني أؤمن أن شغف التطوع يمنحك قصة تستحق أن تُروى." حب الوطن والتطوع: بداية الحكاية في حديث خاص ل صحيفة الرأي، أوضح رمزي حوباني أن تطوعه بدأ من إيمانه العميق بدوره في بناء المجتمع وخدمة وطنه، وقال: "الشباب السعودي لا ينقصه الطموح ولا الإرادة، والتطوع ليس مجرد عمل، بل هو شعور عميق بالانتماء والرغبة في العطاء. كل خطوة أقوم بها في هذا المجال تجعلني أشعر بأنني أترك أثرًا صغيرًا ولكنه مهم في طريق الإصلاح المجتمعي." وأضاف: "منذ صغري وأنا أستشعر أهمية التطوع. كان القرآن الكريم نبراسًا لي، وخصوصًا قوله تعالى: ﴿وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ﴾، هذه الكلمات أثرت في رؤيتي للحياة وألهمتني لأجعل العمل التطوعي جزءًا لا يتجزأ من شخصيتي." المبادرات التي صنعت الفرق يُعد رمزي أحد الشباب الذين يؤمنون بأهمية المبادرات الموجهة. ومن بين أبرز أعماله كانت مبادرة "الشريعة والحياة"، التي نفّذها بالتعاون مع فرع الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء بمنطقة جازان. يقول عنها: "هذه المبادرة كانت تجربة فريدة، حيث سعينا لتصحيح المفاهيم وتعزيز القيم الإسلامية في المجتمع. عملنا على عدة محاور مثل: الشريعة ومحاربة الآفات الضارة، والشريعة وطاعة ولي الأمر، والشريعة ومتغيرات العصر. الأثر الذي تركته هذه المحاضرات في نفوس الناس كان عظيمًا، حيث شهدنا تحولاً حقيقيًا في وعي الأفراد." ويضيف بفخر: "عندما ترى المبادرة تؤتي ثمارها وتشعر بتأثيرها، تعرف أن جهودك لم تذهب سُدى. لا يوجد شعور أجمل من أن ترى مجتمعك يتغير نحو الأفضل بفضل عملك." دور الجهات الرسمية في مسيرة التطوع يؤكد رمزي أن العمل مع الجهات الرسمية كان جزءًا لا يتجزأ من نجاحه، موضحًا: "الشراكات مع الجهات الرسمية كانت فرصة لصقل مهاراتي وتعزيز خبراتي. العمل التطوعي المنظم يضمن حقوق الجميع ويحقق نتائج أكثر استدامة. دائمًا أنصح الشباب بالحرص على أن تكون مبادراتهم تحت مظلة رسمية لضمان فعاليتها واستمراريتها." التكريم: حافز ودافع للمستقبل في عام 2024، تم تكريم رمزي من قبل صاحب السمو الملكي أمير منطقة جازان، وفضيلة مفتي المنطقة، وسعادة مدير عام الفرع، وهو تكريم يعتبره رمزي شرفًا كبيرًا ودافعًا للاستمرار. يقول عن ذلك: "التكريم ليس نهاية الرحلة، بل هو بداية مرحلة جديدة تتطلب مضاعفة الجهود. عندما تُكرم من شخصيات قيادية بهذا المستوى، تشعر بثقل المسؤولية ورغبتك في أن تكون دائمًا عند حسن الظن." التوازن بين الحياة الجامعية والعمل التطوعي فيما يتعلق بتوازنه بين الدراسة والعمل التطوعي، يرى رمزي أن السر يكمن في إدارة الوقت. يقول: "إدارة الوقت هي المهارة الأساسية التي يجب أن يتقنها أي شخص يسعى للنجاح. جدولتي اليومية تعتمد على تحديد الأولويات وتوزيع المهام بطريقة تضمن تحقيق التوازن بين حياتي الأكاديمية والمجتمعية." طموح لا يتوقف عن مستقبله، يطمح رمزي إلى ترك بصمة واضحة في تحقيق رؤية 2030 التي تسعى للوصول إلى مليون متطوع، ويضيف: "طموحي أن أكون جزءًا من هذا الإنجاز الوطني. لدي خطة واضحة لتحقيق أهدافي، وأعمل بخطوات ثابتة لتحقيق تأثير أوسع على مستوى المنطقة والوطن." أبدع في رحلتك في ختام حديثه، وجه رمزي نصيحة للشباب قائلاً: "الجهلُ داءٌ، دواؤه السؤال. لا تخجل من طلب المشورة أو مواجهة الرفض، فالإنجازات المُلهمة تبدأ دائمًا ب(لماذا؟). استمتعوا برحلتكم، فهي الجزء الأهم من الحكاية." رمزي حوباني، الشاب السعودي المتطوع، يُعد نموذجًا يُحتذى به في حب الوطن والإصرار على تحقيق التغيير الإيجابي. برؤيته المُلهمة وشغفه العميق، يستمر رمزي في رسم ملامح المستقبل بخطى ثابتة وطموحات لا تعرف الحدود. ‹ › ×