ارتفعت حصيلة ضحايا الزلزال المدمر الذي ضرب اليابان الجمعة، إلى أكثر من 12 ألف قتيلاً ومفقوداً، فيما وجه الإمبراطور أكيهيتو، خطاباً إلى شعبه، في ظهور تاريخي نادر للإمبراطور، الذي لا يظهر عادةً في وسائل الإعلام الرسمية إلا في حالة تعرض البلاد لكارثة كبرى، أو في وقت الحرب. ففي أحدث تقديراتها لضحايا الزلزال، والذي تسبب في حدوث موجات مد عاتية "تسونامي"، أعلنت السلطات الرسمية بعد ظهر الأربعاء، أن عدد الأشخاص الذين لقوا حتفهم نتيجة الكارثة ارتفع إلى 4164 قتيلاً، بالإضافة إلى 7843 شخصاً ما زالوا في عداد المفقودين، فيما يقف عدد المصابين عند 2218 جريحاً. وتوقعت "وكالة الشرطة القومية لطوارئ الكوارث" ارتفاع مطرد في عدد القتلى، مع وصول فرق البحث والإنقاذ إلى المناطق الأكثر تضرراً بالهزة الأرضية وأمواج المد العاتية، فيما تسابق الحكومة اليابانية الزمن لإنقاذ ناجين محتملين من أعنف زلزال في تاريخ اليابان. وذكرت الإذاعة اليابانية NHK أن هذه هي المرة الأولى، منذ الحرب العالمية الثانية، التي تسجل فيها اليابان هذا العدد الكبير من الضحايا، إثر كارثة طبيعية. وفي ظهور نادر لإمبراطور اليابان، وجه أكيهيتو خطاباً إلى شعبه، عبر التلفزيون الرسمي الأربعاء، حثه فيه على "عدم فقدان الأمل"، في الوقت الذي تواصل فيه الحكومة جهودها لتخفيف أثار الزلزال المدمر، وما نجم عنه من أمواج "تسونامي" عارمة، فيما تتزايد المخاوف من كارثة نووية محتملة. وقال الإمبراطور، البالغ من العمر 77 عاماً: "إنني أتمنى من ضحايا الكارثة ألا يستسلموا أو يفقدوا الأمل، وأن يعتنوا بأنفسهم، ويتمسكوا بالحياة بقوة إلى الغد"، وتابع قائلاً: "كما إنني أربد من جميع مواطني اليابان أن يتذكروا كل شخص تأثر بهذا الخراب، ليس اليوم فقط، وإنما على المدى الطويل، وأن يساعدوهم على التعافي." وأضاف أكيهيتو: "في الوقت الحالي، فإن الدولة تضع كل إمكانياتها لإنقاذ كافة المتضررين"، مشيراً إلى أن الأشخاص الذين تم إجلاؤهم من أماكنهم المنكوبة، يعيشون في ظروف بالغة، بسبب الطقس شديد البرودة، ونقص إمدادات الطعام والشراب والطاقة. واستطرد الإمبراطور الياباني قائلاً: "كما إنني أشعر بالقلق بسبب الوضع الحرج للمحطة النووية، ويحزوني الأمل في أن هناك العديد من الأفراد الذين يعملون معاً، لمنع تدهور الموقف إلى مزيد من السوء." جاء خطاب الإمبراطور أكيهيتو بعد قليل من إعلان كبير المتحدثين باسم الحكومة اليابانية الأربعاء، أن مستوى الإشعاع النووي بمحطة "فوكوشيما رقم واحد" للطاقة النووية، المتضررة من الزلزال، قد "ارتفع بشكل مؤقت"، في الوقت الذي نشب فيه حريق جديد بأحد المفاعلات النووية بنفس المحطة، صباح اليوم ذاته. كما أعلنت شركة "طوكيو للطاقة الكهربائية"، في وقت مبكر من صباح الأربعاء أيضاً، أن حريقاً نشب في مبنى أحد مفاعلات محطة فوكوشيما رقم 1 للطاقة النووية، وأشارت إلى أن حريقاً كان قد اندلع في المبنى نفسه قبل يوم واحد فقط. وتسابق الحكومة اليابانية الزمن لتفادي "كارثة نووية محتملة"، حول مفاعل "فوكوشيما دايشي"، شمال شرقي البلاد، مع تحركات محمومة لإنقاذ ناجين من أعنف زلزال في تاريخ اليابان، بلغت شدته 9 درجات على مقياس ريختر، تلاه "تسونامي" مدمر، بلغ ارتفاع أمواجه عشرة أمتار، جرفت كل ما اعترض طريقها.