رفعت السلطات اليابانية امس مستوى الإنذار من وقوع كارثة محتملة في محطة «فوكوشيما» للطاقة النووية، إلى الدرجة الخامسة، في الوقت الذي ارتفع فيه عدد ضحايا الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد قبل أسبوع، وتسبب في حدوث موجات مد «تسونامي» عاتية، إلى 6548 قتيلاً، بالإضافة إلى 10 آلاف و 354 ما زالوا في عداد المفقودين. وذكرت وكالة السلامة النووية والصناعية أن مستوى الإنذار من وقوع حادث نووي في المفاعل رقم 3 بمحطة فوكوشيما للطاقة النووية رقم 1، ارتفع إلى المستوى الخامس، على مقياس يتدرج من الدرجة الأولى إلى السابعة، في مؤشر على تزايد سوء الوضع في المحطة النووية. يأتي هذا فيما بدأت عربات إطفاء عسكرية في تبريد مفاعل نووي في شمال شرق اليابان لمنع وقوع كارثة محتملة وذكرت هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية (إن.اتش.كيه) أن عربات إطفاء عسكرية بدأت تطفئ حوض تخزين الوقود في المفاعل الثالث في محطة فوكوشيما النووية التي أضيرت بفعل زلزال وموجات مد بحري عاتية (تسونامي) ضربا المنطقة الأسبوع الماضي وشوهد البخار وهو يتصاعد من المبنى المتضرر ونقلت الهيئة عن وزارة الدفاع أن سبع عربات تقوم بضخ 50 طنا من المياه على المفاعل وتوقفت أنظمة التبريد في المفاعلات بعد انقطاع التيار الكهربائي بسبب الزلزال. وقال كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني يوكيو إدانو في مؤتمر صحفي: إنه من المتوقع أن تقوم عربة إطفاء من إدارة مكافحة الحرائق في طوكيو بضخ المياه على المفاعل الأول حيث يتوقع انخفاض مستوى المياه في حوض تخزين الوقود. وذكر إدانو لدى سؤاله عن الوضع في المفاعلين الخامس والسادس: إن درجات الحرارة بهما تتزايد تدريجيا ولا تشكل خطرا فوريا. وأضاف أنه في حال الضرورة سيجري ضخ المياه عليهما وقال: إن محطة الطاقة الكهربائية في طوكيو بدأت بإقامة خط طاقة جديد لاستعادة تشغيل الكهرباء في المجمع. ويساعد الخط الجديد المضخات على إرسال المياه إلى المفاعلات والأحواض لتبريدها. من جهتها أعلنت الشرطة اليابانية ان عدد ضحايا الزلزال الذي ضرب شمال شرق البلاد قبل اسبوع بلغ 6539 قتيلا، ليتجاوز بذلك حصيلة زلزال كوبي (غرب) في 1995 والذي اوقع 6434 قتيلا. وتوقعت الشرطة ان تواصل الحصيلة ارتفاعها مع تراجع الامل في العثور على ناجين من المفقودين الذين قدر عددهم ب10354. وبذلك يكون الزلزال الذي بلغت قوته 9 درجات وتلاه تسونامي وصل ارتفاع امواجه إلى عشرة امتار، اعنف زلزال عرفته اليابان منذ زلزال كانتو عام 1923 الذي بلغت قوته 7,9 واوقع 142 الفا و807 قتلى ومفقودين في طوكيو ومحيطها. وفي 17 كانون الثاني/يناير 1995 ضرب زلزال بقوة 7,2 درجات مدينة كوبي الساحلية ملحقا بها دمارا كبيرا.