- الرأي - إبراهيم القصادي - جازان : رصدت صحيفة " الرأي " في جولتها أماكن تواجد شجرة الدوم بجازان والذي يعتبر من النباتات النخيلية المعمرة التي يصل ارتفاعها في بعض الأحيان إلى 30 مترًا يتفرع مثنى مثنى، أزهاره أحادية المسكن، وله أوراق مروحية الشكل، وثمار في حجم البرتقال، ولكنها صلبة وذات لون محمر إلى بني، وللثمرة بذرة كبيرة صلبة بنية اللون ملساء، والثمار التي يغلفها نسيج فلليني حلوة المذاق وتؤكل، ويعرف شجر الدوم علميًا باسم Hyphoene thebiaca وهو من الفصيلة النخيلية Palmae. ومع مرور الأزمنة، اندثرت الكثير من الأشجار والشجيرات والنباتات الصحراوية، غير أن أشجار الدّوم قاومت كل العوامل المناخية، وبقيت سامقة وصامدة أمام قسوة الطبيعة الصحراوية المتمثّلة في ارتفاع درجات الحرارة وندرة المياه الجوفية، وممّا يبرهن على هذا التّحدي والصّمود ما نشاهده اليوم على ضفّاف الأودية في منطقة جازان، حيث تضرب هذه الأشجار بجذورها في أعماق الأرض البعيدة مما يشير إلى قدرتها على الصّمود ومقاومة التّصحر والجفاف الذي أدّى إلى اندثار الكثير من النباتات في البيئة الصحراوية باستثناء أشجار الدّوم. وكانت بعض الأبحاث العلمية قد أوضحت أن الدّوم هو أحد الثمار المفيدة التي بها نسبة عالية من الألياف ومضادات الأكسدة والزيوت الأساسية والفيتامينات والمعادن. كما أن الدّوم يقوي الذاكرة بشكل كبير وفقًا لما نشرته الأبحاث الطبية التي تقول إن الدّوم مهم جدًا في التخلّص من الدهون الزائدة بالجسم، وذلك لمحتواه الجيد من الألياف مما يساعد على فقدان الوزن. وتضيف الدراسات أيضًا أن الدّوم يساعد على التخلص من مشكلة تساقط الشعر من خلال غسل الشعر بالماء الناتج عن نقع الدّوم به وبالتالي التّخلص من قشرة الشعر التي تحدث بسبب تعرّض فروة الرأس للجفاف. واتجه الإنسان قديمًا إلى البيئة، وأوجد من خلالها مهنًا عديدة، ساعدته على كسب قوت يومه، ومنها حرفة صناعة الخزف باستخدام سعف شجر الدوم، الذي اشتهرت منطقة جازان بزراعته، ليصنع منه الزنابيل والمراوح اليدوية وحافظات الأطعمة وحبال الكراسي الخشبية "القعادة" التي تفنن في صنعها الإنسان الجياراني كثيرًا.