الابتسامة هي التعبير عن السعادة الحقيقية بين البشر، فالابتسامة هي اللغة الحقيقية لإيصال المعاني للآخرين، نبتسم لنعبر عن مشاعرنا وسعادتنا فهي تعطي للحياة الجمال، جميعنا نبتسم عندما يتم التقاط صورة لنا لتبقى الصورة ذكرى خالدة في ماض الذكريات، فعندما نشاهد الصورة مع أحبائنا، وأصدقائنا، وأهلنا، وأبناءنا ، نتذكر أحداثها وتفاصيلها السعيدة والجميلة، ونبتسم، كل تلك المشاهد بما فيها ُجُسدت في صورة واحدة لم تستغرق إلا أقل من ثانية واحدة حتى تم التقاطها. وعلى الصعيد الآخر كم أتألم أحياناً كثيرة عندما ألتقط صورة لابني - وهو من ذوي اضطراب طيف التوحد - التي قد تطول وتطول ، حتى تكون اللقطة مناسبة وجميلة، وفي ذات الوقت أتساءل في نفسي هل ابتسامته "مجرد ابتسامة" لتأدية الدور المطلوب منه أم أنها ابتسامة حقيقية نابعة من السعادة التي يشعر بها في ذلك الموقف، ففي كل لحظة هناك نوبات من البكاء والغضب والقلق والتوتر، وفي خلف كل ابتسامة ألف قصة وقصة، وليس علي سوى الانتظار فترة من الزمن مرددة عبارة " ابتسم حبيبي"، فالابتسامة في حد ذاتها ليست مهمة صعبة بالنسبة له، بل تكمن الصعوبة في محاولته لمقاومة التوتر والحالة المزاجية التي تلاحقه في حياته، والروتين الذي يتغير عليه في كل حين. إنه واقع حزين ومؤلم لقلب الأم الذي يتفطر على ابنها وهي تلتقط تلك الصورة، التي تُدرك فيها أن ابنها يحاول التأقلم والتكيف والتعاون قدر استطاعته ليتغلب على تلك الحركات النمطية التي تهزمه في كل الأوقات، والتي لا يستطيع التوقف عنها، ولكنه مجبر حتى تظهر الصورة في أحسن حال. كم أشفق على ابتسامته التي يجاملني بها وفي عينيه يستنجد لتنتهي تلك اللحظة بأسرع وقت ، قد تنهمر دموعي التي أتمالكها، حتى أعوده على الصبر والتحمل؛ إنها صورة فقط ! تعبر عن بعض مما في قلب الأم الذي يتفطر ألماً لما في خلف تلك اللقطة الجميلة. د.أروى أخضر دكتوراه الفلسفة في الإدارة التربوية