أجرى باحثون في جامعة بيركلي بولاية كاليفورنيا اختباراً استخدموا فيه الذكاء الاصطناعي لتحليل عشرات آلاف الصور وتطور الابتسامة فيها وربطها بالفترة التي التقطت فيها. ساعدت قاعدة بيانات أميركية تعود إلى العام 1905 تضم نحو 150 ألف صورة لأشخاص من أكثر من 26 ولاية، في إجراء هذا الاختبار، إضافةً إلى مجموعة صور اخرى قبل عشر سنوات، وفرضوا عليها إنتاجاً لمتوسط بروز الابتسامة لكل عقد من الزمن. وكشفت العملية عن اختلاف متوسط تعابير الوجه المتوقعة للرجال والنساء في كل عقد من العام 1900 إلى 2010، ونشر الباحثون صورة تحليلية توضح هذه الاختلافات. وتطورت الابتسامة كثيراً في السنوات التي تلت اختراع التصوير الفوتوغرافي، ووجد أن معظم الناس في بدايات القرن الماضي اعتمدوا على تعبير محايد أثناء التقاط الصور لهم، وأرجع الباحثون ذلك إلى أن «الإبقاء على إظهار الفم صغيراً من معايير الجمال، ومن أصول الإتيكيت آنذاك». من جهة اخرى، يعتقد علماء بيولوجيون بأن الابتسامة بدأت كعلامة خوف أو حذر، أو إشارة تدل إلى عدم الرغبة، أو القدرة على الإيذاء، إذ استطاعت الأبحاث أن تتبع تاريخ الابتسامة إلى 30 مليون عام، واستدلوا على ذلك بتجارب طبقت على مجموعة من القردة، وأطلقوا عليها اسم «ابتسامة الخوف» او «ابتسامة الخطر». وفي العصر الحالي، يستخدم بعض الناس هذا النوع من الابتسامة في بعض الاحيان، خصوصاً عند الشعور بالخوف وعدم الارتياح، وأيضاً في محاولة لإنكار الخطر أو إشارة إلى الشخص الذي يهددهم أنهم لا يريدون التصعيد معه وأن عمله لا يهمهم، وأيضاً لتخطي موقف محرج يمرون به. وفي اليابان، باتت الابتسامة لها معايير تجعلها «الابتسامة المثلى» في العمل، إذ أفاد موقع «سي ان ان» الإلكتروني بأن شركة يابانية ابتدعت جهازاً يقيس الابتسامة. يتكون الجهاز من حاسوب صغير وكاميرا تلتقط صورة لوجه الشخص الذي يجب عليه طبع ابتسامة على وجهه لمدة 10 ثوان، ثم يظهر الجهاز نسبة مئوية تقيس حجم ابتسامته على مقياس من واحد إلى 100، وخلال التصوير يقدم البرنامج نصائح حول الابتسامة المثالية مثل الاسترخاء والتنفس المنتظم. وتتوقع محطة القطارات اليابانية أن يتم استخدام الجهاز لالتقاط صور مثالية للعاملين يحملونها معهم أينما ذهبوا، ويحاولون تطبيقها خلال عملهم. ويقول طبيب أطفال من مستشفى «غيت ول» في سكوتسديل بولاية أريزونا إن «الأطفال يبتسمون في الحياة في وقت مبكر جداً، ربما قبل ولادتهم»، ويوضح أن «هذه الابتسامات ليست مقصودة، بل هي عبارة عن خبرات يكتسبها جسد الطفل، مثل حركات الذراع والساقين».