- بدرية عيسى - جازان : الشيخ القاضي جبريل بن يحيى بن يوسف الحكمي. ولد فضيلته في مدينة بيش عام ١٣٥١ه. تلقى التعليم الأول في الكتَّاب على أيدي محفظي القرآن الكريم في سن الصغر بين عامي ١٣٦١ه و١٣٦٣ه، ثم التحق بمدرسة الشيخ عبدالله القرعاوي السلفية في مدينة بيش، فكان من شيوخه الذين أخذ على أيديهم فنون العلم فضيلة الشيخ عبدالله بن محمد القرعاوي، وفضيلة العلامة الشيخ حافظ الحكمي -رحمهما الله-، واستفاد منهما كثيرًا. وحينما رأوا حفظه وحرصه على العلم عُيِّن إمامًا وخطيبًا في جامع بيش عام ١٣٧١ه، ثم عُيّن عضوًا في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في بيش، بالإضافة إلى إمامة وخطابة جامعه، فقام بعمله خير قيام من إرشاد الناس وتعليمهم أمور دينهم. وعندما رأى الشيخ القرعاوي كفاءة الرجل وجدارته لأن يتولى منصب القضاء طلب من رئيس القضاة حينها الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ تعيينه قاضيًا، وفعلًا عين قاضيًا في محكمة بيش عام ١٣٨٢ه. وقد مكث الشيخ في قضاء بيش أكثر من ثلاثين عامًا، ولقي فيه القبول والرضا بالعمل، فتميز بالإخلاص والبر والوفاء والنزاهة والتقى والنجاح المطرد في جميع أعماله وشرعية أحكامه. وتدرج في مراتب القضاء إلى أن رفع إلى درجة قاضي تمييز، وانتقل بموجبها إلى محكمة التمييز في الرياض عام ١٤١٣ه، واستمر في عمله إلى أن أحيل إلى التقاعد عام ١٤١٧ه. بعد أن أكمل خدمة متواصلة في سلك العمل الوظيفي الشرعي والإداري انتدت لحوالي ٤٩ عامًا. كان لفضيلته شخصية مؤدبة، وسخية، وعقلية ناجحة مهذبة، رفيعة ذات أريحية كريمة، مقدرًا في أقواله، ومكرمًا في شخصه وأفعاله، يتحلى بالحلم والنبل ورجاحة العقل، كان عازفًا عن مظاهر الحياة، زاهدًا ورعًا تتمثل في شخصيته الطيبة وحسن النية، وكان متصدقًا منفقًا على الفقراء والمساكين. تعود فضيلته فتح مجلسه الخاص كل يوم بعد صلاة العصر والمغرب والعشاء في أثناء عمله في القضاء. وبعد تقاعده كان يستقبل الزائرين وطالبي المساعدة في أي شيءٍ كان، فيقوم بمساعدتهم، وقضاء حوائجهم. توفي رحمه الله يوم الإثنين الموافق للثامن من شهر ذي الحجة لعام ١٤٣٨ه في الساعة ١١ صباحًا؛ إثر حادث مروري شنيع عندما كان متجهًا لمكة لأداء مناسك الحج هو وأحد أبنائه وأقاربه رحمهم الله جميعًا. مجلة العدل – أعلام القضاة – كتبه الشيخ إبراهيم يوسف فقيه "رحمه الله".