يواجه الإنسان طيلة حياته الكثير من المشاكل، والصعوبات التي قد تكون سببا مباشرا في تغيّره تغيّرا جذريا يصعب معه ترميم نفسه وإصلاحها ! الناس تختلف في قدرتها على ترويض هذه العقبات، وأقواهم من يستطيع أن يجعل منها سلالم يرتقيها للوصول إلى سقف أحلامه وتطلعاته وهؤلاء هم من يمتلك مناعة نفسية .. هناك العديد مما يمكن أن نطلق عليه مناعة مثل: المناعة الصحية، والمناعة المجتمعية، والمناعة السلوكية، وهناك المناعة النفسية والذي يُعد من يمتلكها شخصا قويا سويا، ومتصالحا مع نفسه، ومحيطه، ومجتمعه.. أما حين يكون الشخص ضعيفا أمام الباطل فهو بلاشك يُقحم نفسه في دهاليز الاستسلام، والضعف، والأمراض النفسية، إذْ سيكون الصراع الداخلي لديه على أشُده، وقد ينهار تحت وطأة هذا الصراع فلا يقوى على النهوض مُجددا.. مناعتك النفسية هي خط الدفاع الأول عن سلامتك العقلية، فالنفس بلا شك قوية وجبارة حين توليها رعايتك واهتمامك، ولكنها هشة مهترئة متى ما داهمها الإهمال! المناعة ليست في العنف، والقسوة، وبذاءة الكلام، والغفلة، والضعف، والخنوع ..! المناعة هي أن تواجه الحجة بالحجة السليمة، لا أن تختبىء خلف أحدهم ليمنحك قوة مزيفة.. المناعة أن تُصر على الصواب، لا أن تستمر في الخطأ دون تراجع في كبرياء مقيتة ..! المناعة أن تثق بنفسك أولا وثانيا وعاشرا، دون أن تتنازل عن ثوابتك وقيمك وسلامة مواقفك .. المناعة أن لا تهتم لرأي أحدهم فيك حتى وإن كان مستفزا، و قاسيا، ومزعجا، فالعبرة فيما تراه أنت في نفسك لا مايراه الآخرون .. المناعة النفسية أن تكون متفائلا تحسن الظن بالآخرين لا محبطا ومشوشا ومرتابا ! قيّم نفسك بنفسك، هذّب ما استطال من قبيح لديك، وعزّز ما أشرق فيك من خير وجمال.. قوي مناعتك النفسية بإدراك سبب وجودك في هذه الحياة، وقوة إيمانك ويقينك، والسعي الدؤوب للرضا بما كتبه الله لك. بقلم الكاتبة: جواهر محمد الخثلان