فهد خلف الهاروني - الرياض أكد المشرف على معهد الأمير سلطان لأبحاث البيئة والمياه والصحراء في جامعة الملك سعود الدكتور عبدالملك بن عبدالرحمن آل الشيخ، أن "مبادرتي "السعودية الخضراء"، و"الشرق الأوسط الأخضر" اللتين أعلن عنها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء من المبادرات الطموحة التي تشهدها المملكة في ظل رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – وستسهم بإذن الله في تحقيق توازن بيئي طبيعي كامل في المملكة على وجه الخصوص والمنطقة على وجه العموم ، وقال الدكتور عبدالملك آل الشيخ في تصريح لوكالة الأنباء السعودية : إن فرص نجاح مبادرة السعودية الخضراء عالية جداً بإذن الله وعونه لما حبى الله تعالى المملكة لوجود عناصر بيئية متعددة عدة منها طبيعة أراضي المملكة خاصة في المناطق الواقعة قرب مجاري الأودية والشعاب، ووجود المصاطب والواحات وبعض الروضات التي تعج ببعض الأشجار والشجيرات المتأقلمة مع الجفاف مثل : الطلح، والسرح، والسمر، والغضى، والأرطة، والسلم، والرمث، والعرفج، وغيرها من النباتات ذات المتطلبات القليلة للمياه والتي حباها المولى بجذور عميقة قد تصل إلى 50 مترًا تحت الأرض ولديها خاصية الاستفادة من أدنى رطوبة في باطن الأرض ، وأضاف أن معهد الأمير سلطان لأبحاث البيئة والمياه والصحراء أجرى دراسات على معظم الأنواع الشجرية والشجيرية المحلية إضافة إلى دراسة استمرت أكثر من 15 عاماً لتحديد مدى تأقلم عدد كبير من الأنواع المستوردة منها مع بيئة المملكة وأثبتت مجموعة كبيرة تجاوزت المئتين نجاحها في تحمل الحرارة والجفاف وقلة المياه ، وأفاد أن من الأسباب التي تسهم في تعزيز مبادرة السعودية الخضراء الأنظمة التي أقرتها الدولة لحماية الغطاء النباتي في المملكة بما يحافظ على البيئة ويضمن حمايتها والحد من تدهورها مما يتوقع أن تعود الطبيعة إلى أفضل مما كانت عليه بإذن الله مما يمكن القول إن المملكة في رحلة العودة للمروج الخضراء، فضلا ً عن أن المملكة يتوفر في معظم مدنها كميات كبيرة من المياه المعالجة التي تمكن من سد جزء كبير من حاجة النباتات المراد زراعتها للماء ، وأشار إلى أن معهد الأمير سلطان لأبحاث البيئة والمياه والصحراء لديه خبرات طويلة بدأت منذ عام 1425ه في مجال حصد وخزن مياه الأمطار والسيول حيث طبقت أساليب الغدران الاصطناعية في موقعين في المملكة، وأساليب الخزن الجوفي في 22 موقعاً في أحواض السدود بمنطقة الرياض والقصيم وحائل والمدينة المنورة وكانت جميعها ناجحة من حيث الكيف والكم، فقد حدت من تبخر مياه الأمطار من هذه الأحواض ورفعت مناسيب المياه الجوفية في المزارع الواقعة أدنى السد وتحسنت ملوحتها، وأوصى المجلس العربي للمياه بتعميمها في جميع الدول العربية والمناطق الجافة.