اللواء طيار ركن (م) عبدالله غانم القحطاني بدايةً، إذا كان الحوثي بدعم الإصلاح الغير معلن لا يزال يحتل صنعاء وجميع محافظات الشمال وميناء الحديدة، فهذا سببه تلكؤ وخبث تيار الإخوان العالمي الذي بالغدر يمنع زوال الإنقلاب، دون أن يكون ذراعه باليمن “الإصلاح” هو الإنقلاب البديل، للجلوس على نفس كرسي الحوثي بصنعاء. لكن السؤال المنطقي الملائم للوضع القائم هو: بناءً على استراتيجية التحالف وصموده، هل تم فعلاً منع إيران من احتلال اليمن والجنوب، وهل تم منع الحرس الثوري الإيراني من السيطرة على الحدود اليمنية مع السعودية ومع سلطنة عمان، وحرمانه من الإشراف على باب المندب؟. والجواب وبكل ثقة نعم..، وليس هذا فحسب، بل تم وبنجاح حماية الجنوب ومنع احتلاله وتحرير عاصمته “عدن”، وإعادة الثقة لشعبه الصابر المكلوم، وحماية سواحله من تواجد الآف القوارب البحرية الإيرانية التي تعرف السعودية جيداً مدى خطورتها وما تفعله. أمامنا اليوم الكثير من المؤشرات التي تدل على أن المواجهة مع عملاء إيران باليمن _الحوثيين المسنودين بالإخوان_ هي في منعطفها الأخير الذي يسبق المعركة السياسية لإنهاء الحرب وإزالة الإنقلاب، وإيقاف الإرهاب الذي تمارسه ميليشيا الحوثي المسلحة ضد الشعب اليمني والسعودي. لكن كم سيستغرق ذلك من الوقت؟.، ليس طويلاً ، فإيران، راعية الحوثي، في مآزق وتريد الخروج منها أو بعضها. مع أن الفكر السياسي الثوري الإيراني الخبيث قد يدبر عمليات إرهابية كبيرة وخطيرة بالمنطقة للحصول على تنازلات بدلاً من تقديمها. هذه خلاصة الموقف الذي بدأت ملامحه على الأرض باليمن كما هي، فالصراع للسيطرة على التراب بين ميليشيات محلية مختلفة ليست هي هم التحالف، فهذا صراع قديم يتجدد، ولا يهُم تقدمات عسكرية هنا ، أو تراجعات هناك، فذلك كله يدبره يومياً ويقف خلفه قطبي الخيانة والإرهاب باليمن “الحوثي والإخوان” منذ أيام علي عبدالله صالح وما قبل انقلاب الحوثي، والباقي تفاصيل. لكن هذه التفاصيل مُعقدة جداً، وأهمها كيف يمكن تجريد الحوثي من السلاح الثقيل وتدميره أو تسليمه للدولة اليمنية القائمة أو للحكومة القادمة. وبطبيعة الحال سيكون الحوثي بحجمه الطبيعي جزء من أي حكومة قادمة بصنعاء وإن بشكل مؤقت، حتى تتغير الوقائع على الأرض، وهذا سيحدث دراماتيكياً، وحينها ستتوفر فرصة استقلال “الجنوب” الحتمية بشكل نهائي. وحينها أيضاً سيحدث انقلاب عسكري متوقع بالشمال، يخطط له حالياً تيار الإخوان فرع اليمن، بهدف السيطرة الكاملة على الحكم، وهذا يعتبر عدل بميزان ديمقراطية اليمن الكريم، فالشمال بغالبيته يقدس العيش تحت قيادة شاويش شعبوي يضرب المجتمع ببعضه ثم يضع نفسه الحكم والمُصلح. مع ملاحظة، أن الإصلاح وعساكره بالشرعية وخارجها، وداعميه بقطر وإيران وتركيا والعراق ولبنان، يريدون ذلك الإنقلاب الإخواني مبكراً لمنع استقلال الجنوب. هكذا تفكيرهم. أخيراً، الوضع سينتهي بشكل غير متوقع. والتحالف قام بجهد تاريخي عظيم، وهيئ أرضية السلام بنجاح، وحطَّم أحلام إيران في اليمن، وفضح العملاء والمرتشين والخونة.