ليس خافياً على التحالف وعلى القيادة السياسية اليمنية وجيشها أن ميليشيا الحوثي في صنعاء تتسلح بمستشارين وخبراء من الحرس الثوري الارهابي الايراني. ولا يخفى كذلك ان هؤلاء الخبراء قد تمكنوا من السيطرة على مفاصل وصلب قوة علي عبدالله صالح قبل مقتله وربما ان صالح كان اخر من يعلم بذلك وهذا ليس سخرية بل هي حقيقة يعرف المختصين دلائلها ونتائجها وأهمها تمكنهم من سهولة الوصول اليه وقتله بكل هدوء وسحق اتباعه بنفس الوقت وبسهولة ايضاً وقبل ذلك كله تمكنهم من الاستيلاء على مملكة اسراره واتصالاته، ويُعذر من لا يقتنع بذلك أو لا يستوعبه فهو قد لا يعرف اساليب وخبث ومكر الحرس الثوري الايراني وعمق خبرته في نسج اعقد وأخطر الاختراقات للعقول وللأجهزة الأمنية واساليب السيطرة عليها والتحكم بها عن بعد وبمن يعمل بها ثم بالتدخل المباشر عن قرب بعناصره وعملاءه اذا لزم الأمر. ولا شك ان صنعاء هي الهدف النهائي الأكبر الذي اذا ما تم طرد الحوثي ومستشاري ايران منها فإن ذلك يعتبر إيذاناً بنهاية انقلاب الحوثي وإنهاء دور ايران من هذه العاصمة. وحالياً نتابع وسائل الاعلام ومراسلي عمليات التحالف فلا تكاد تخلوا تقاريرهم خلال تغطية سير المعارك من ذكر صنعاء ومعركتها القادمة.. ولكن ما يجب ان يدركه عامة الناس الذين قد يتساءلون قريباً بعد الاقتراب من صنعاء عن اسباب عدم اقتحامها والدخول الى مؤسساتها وتطهيرها، أن يعلموا أن صنعاء معركتها مختلفة لعدة اسباب سأضعها على شكل نقاط، فالحرس الثوري الايراني ومنذ ثلاث سنوات وضع خُطط ارهابية يُشرف عليها بكل العاصمة حيث جعل ملايين اليمنيين المدنيين دروع بشرية يسعى الى ابادتهم في أي مواجهة ضارية ومباشرة مع الجيش اليمني. وصنعاء كمدينة تم وضع منشاءاتها العامة والخاصة مستودعات لكل انواع الاسلحة والذخائر والألغام لتحويل المدينة الى محرقة في حال شعروا بالهزيمة النهائية. وصنعاء يصعب قطع الكهرباء والخدمات عنها من خلال استهدافها جواً بسبب اخلاق والتزامات التحالف بالمعاهدات الدولية والمبادئ الاسلامية ومراعاة لكثافة السكان بداخلها وحاجتهم لأهم الضرورات الإنسانية، وفي العاصمة توجد سفارات لا تزال تعمل وكلها على تواصل دائم مع الحوثيين وعناصر الحرس الثوري التي تقف خلف ادارة كل شيء.!. ثم ان عبدالملك الحوثي الذي قد يكون خارج اليمن يأتي ضمن قناعاته الداخلية ان هزيمته عسكرياً بصنعاء تعني نهايته ومن هنا وضع اتباعه بين أمرين إما بقاءه يحكم صنعاء تابعاً لإيران أو فعليهم احراقها والانتحار فيها. وكل هذه الحقائق وغيرها الكثير يدركها التحالف جيداً ولديه خطط تتعامل مع كل تعقيدات المواقف. ومن هنا نرى صعوبة معركة صنعاء القادمة التي لا تزال الأممالمتحدة وأغلب دول مجلس الأمن دائمة العضوية ترغب في بقاء ايران تديرها بالحوثي أملاً في عدم هزيمته ولمنع إعلان التحالف انه حقق أهم اهدافه!!. وفي جميع الأحوال فقد يكون مناسباً للتحالف والشرعية اليمنية تقليص دائرة حصار صنعاء الى اصغر دائرة ممكنة وقطع كل تواصلها البري مع مناطق اليمن الأخرى والسماح بنفس الوقت بدخول كل شيء للعاصمة عدا الأسلحة وما يسند الة حرب الحوثي واستنزافه بالتسلل واجراء عمليات خاصة مع تحريك الشارع بصنعاء وعندها سيتغير الموقف. وأخيرا فإن الحوثي في انهيار متواصل بطيء لكن الصعوبة المتوقعة القادمة هو تدخل أممي غاشم بدفع من عواصم غربية وموسكو لمنع هزيمة الميليشيا عسكريا بهدف تحسين موقفها التفاوضي السياسي ومن ثم بقاءها عامل تخريب دائم باليمن! وهو ما لن يتم قبوله.