بقلم | جواهر الخثلان هناك وهنا وبيننا أفراد استثنائيون.. مبادرون يعشقون التحدي.. لا يعرفون اليأس.. يمتلكون ( كاريزما) خاصة في أحاديثهم وطرق تفكيرهم، حتى حركاتهم ملفتة للنظر. غالبا هؤلاء يحضون بقبول من الناس، لا يدخلون مجلسًا إلا ويكون لهم بصمة واضحة المعالم، يبادرونك في عرض خدماتهم وإن لم تكن محتاجًا فلا أقل من ابتسامة عذبة يقدمونها لتصنع بها يومك. هؤلاء ليسوا نادرين أو قلة حتى لا نكون من المحبطين بل هم ولله الحمد كثرة تراهم في الاجتماعات ومقرات العمل والدراسة، هم لا ينتظرون إشادة من أحد أو ثناء إنهم يتعاملون بتلقائية موغلة في العفوية والبساطة لا ينتظرون أن تأتي لهم بالأفكار بل يأتونها هم ويأتون بها ليرتفع بها بناء كل جميل. هؤلاء النخبة لا يستسلمون أمام العراقيل بل يذللونها ويصعدون عليها ليرتقوا وإن فشلت محاولاتهم لا يبكون ولا يملؤون الدنيا عويلًا وصراخًا بل يبتسمون ويتعلمون من الخطأ ويتقبلون فكرة أن يكفينا شرف المحاولة وسنعيد الكرة لننجح هؤلاء هم السعداء فاقترب منهم ورافقهم وتعلم منهم كيف لك أن تتكيف مع كل مظاهر الإحباطات والإنتكاسات بل وتقلبها لأن تصبح انطلاقة وتميز. هؤلاء هم من يجعل للحياة ألوان زاهية و للعلاقات روح معطاءة وللقلب سعادة لا يكدرها فشل هؤلاء من يجب أن تسلم لهم زمام أمور صنع الفرح والتألق لا أن نستسلم لأولئك التعساء الذين ما فتئوا يزرعون في أرواحنا بذور العجز واليأس بدموعهم وتباكيهم .. هؤلاء هم الإيجابيون الذين يقلبون الساعة الرملية قبل إنتهاء الوقت للبدء من جديد فهم لا يحبون النهايات السوداء ولا التوقف عند العقبات فقد اتقنوا القفز للأعلى في خطواتهم التي تسابق الزمن لصنع المجد وكتابة التاريخ بأحرف السعادة هؤلاء المبادرون الذين يعشقون التضحية والإيثار فلا يهم أن يكونوا في آخر الصف طالما أنهم يثقون بقدراتهم الخارقة على الكسب ولو متأخر والتعايش ولو صعبت ظروف التكيف والابتسام وإن تساقطت الدموع. ما أحوجنا لنماذج تحيي فينا روح التفاؤل وحب المغامرة المنطقية وتجاوز المآسي بكل صورها وأشكالها ما أحوجنا إلى أولائك المعنيين بصنع الألوان في الواجهات الشاحبة والكئيبة لنصبغ أيامنا بالبهجة وما أحوجنا لأن نكون نحن من يقاسم الآخر سعادته فلا يبخل ولا يمن. ما أحوجنا لأن نكون مطلوب لا طالب ومانح لا من يمنح وباذل لا من يبذل له. وما أروعنا ونحن أصدقاء للجمال بكافة مظاهره .. فهلا جربنا أن نكون منهم؟