هل انتقموا بما يوازي حجم إعدام قاسم سليماني الذي تم تنفيذه بعقول وتخطيط وأسلحة أميركية من الجو؟. الجواب كلا.. هم لم ينتقموا أبداً بما يشفي غليلهم ويرضي نفوسهم المريضة وبما يوازي حجم الإهانة التي شعروا بها في طهران وقم ، والألم الذي اصاب عملاءهم الإرهابيين بالمنطقة العربية.
وحينما أطلقوا عدة صواريخ على قواعد عسكرية عراقية تُشغِلها القوات الأمريكية فذلك للتنفيس اللحظي وخوفاً من خلل داخلي خطير. الآن وبعد مقتل قاسم سليماني وما أحدثه من ألم ومهانة في نفوس الملالي وأذرعهم العميلة، علينا أن نحدد منهم الذين يفترض الإنتقام منهم بمفهوم الثورة الخمينية وبما يوازي اهمية هذا السفاح القاتل الذي كان يشكل رأس الحربة لتنفيذ السياسات التوسعية الإيرانية الخمينية.
هل الإنتقام سيوجه لقوات الولاياتالمتحدة مباشرة بالعراق او خارجه؟. الجواب كلا.. ويكفي ما تم اطلاقه من مفرقعات الصواريخ على ارضٍ عراقية، للإستهلاك الداخلي والاستعراض.
هل سيكون الإنتقام من حكومتي دمشق وبغداد حيث كان سليماني يتنقل بينهما في ساعاته الأخيرة وتمت متابعته ثم اقتناصه بدقة؟. أيضاً هذا مستبعد فالعاصمتين تحت الاحتلال الإيراني المباشر أو الاختراق الكامل لكل مؤسساتهما.
هل سيكون الإنتقام من تنظيم قطر الذي على ارضه توجد أكبر قاعدة أميركية ومنها كانت إدارة ومساندة عملية تصفية سليماني؟؛ هذا مستحيل، فالتنظيم مجرد خزنة أموال صماء، خازنها مملوك يدفع بلا تردد. والتنظيم لا يشكل لإيران أي أهمية، وها هم قادته المخابيل يحجون لطهران، للبكاء وتقديم الإعتذار بأنهم لا يمتلكون أي سيادة على جزء من ترابهم ومجالهم الجوي وليس لهم معرفة بما يجري امريكياً على أرضهم بالقرب من القصر الأميري بالدوحه. والتنظيم في الواقع مكسب كبير لثورة الملالي ، ومن المرجح انه سيتبرع لإيران بمليارات الدولارات كتعويضات عن اسقاط الطائرة الأوكرانية وضحاياها، لأن إيران ستُرغم بتحمل ذلك وقطر مستعدة!.
وبطبيعة الحال لن تفكر إيران بالانتقام للهالك سليماني في مسقط أو الكويت وأبو ظبي والمنامة ولا القاهرة ولا في تل ابيب، ولا حتى من الجنود الأميركان الذين نفذوا إعدام سليماني عملياً حتى وإن علموا بأسمائهم وأماكنهم.
فمن تبقى إذاً؟. من؟!.
الرسالة هنا من الأهمية بمكان، وهي لكل مواطن سعودي ومواطنة ؛ هل لاحظتم في أعقاب مقتل سليماني مناحات وبكائيات ومآتم ثورة الخميني في طهران وقم وبيروت ومعهم ميليشيات الحشود الشيعية والسنية وغيرها، هل استمعتم لما قالوه عن بلادكم وقيادتكم. الم نتابع جميعاً تصريحات قادة الثورة وعملاءهم بأن السعودية هي خلف كل ما تتعرض له ثورة إيران؟، مع ان الثورة هي سبب خراب إيران وتدمير أمن المنطقة.
إذا كُنا نحن أهل السعودية لم نفهم أن إنتقام ثورة الخميني لمقتل قاسم سليماني يستهدف قيادة وشعب وكيان المملكة العربية السعودية، فنحن اذاً بحاجة الى إعادة قراءة الوضع برمته، وعلينا معرفة من هو عدو بلادنا الأول.
وليس هناك شيء لا يجب قوله بعد اليوم، خاصة أن الخطر داهم والعدو معروف. وللمواطن السعودي، ولمؤسسات الأمن ورجالها ومفكريها ومخططيها: تذكروا “تكرماً” أن الثورة الإيرانية الإرهابية تسعى مع وكلاءها للغدر بشخصية او شخصيات سعودية قيادية!، يحددها الحرس الثوري الإرهابي انتقاماً لسليماني، وهذا بالإستنتاج المنطقي لكل من لديه معرفة بالنفسية الملالية الإجرامية ، “وسيفشلهم الله ويفضحهم”. هذه طبيعة عداء الثورة الخمينية لكل ماهو سعودي عربي إسلامي في الجزيرة العربية وليس في الأمر جديد.
لابد للمعنيين من فهم تعقيد الشخصية والعقلية الإيرانية المعاصرة وإعادة قراءة الفكر السياسي الخميني بعد مقتل قاسم سليماني، وهذا مهم جداً لمفكري ومخططي الاستخبارات والأمن والحماية. أرجوكم، ضعوا في حسبانكم مقولة ” من مأمنه يؤتى الحذر”؛ واقتنعوا أن ثورة إيران ستسغل أي ثغرة إن تمكنت. مع الثقة بأنهم سيفشلون بعونه تعالى.
جوهر القول، أن ثورة إيران بارعة، وبارعة جداً في الإرهاب والغدر والإغتيالات كما فعلت بالرئيس رفيق الحريري من خلال عملاءها في دمشق وضاحية بيروت الجنوبية. وللمختصين فقط تذكروا لماذا اغتالوه بتخطيط مُعقد استغرق وقت طويل، أشرفت عليه عدة اطراف يجمعها العداء للسعودية وجهودها ومكانتها الدولية؟. علينا في المملكة معرفة أن مقتل سليماني جعلهم في كل المستويات الثورية بإيران بلا عقل. أحبطوهم “كعادتكم” بعون الله ثم بيقظتكم وتحسُّبكم وبقوة عقيدتكم ووطنيتكم.
تيقنوا “تفضلاً” وأنتم العارفين أن ما تخطط له ثورة الخميني وعملاءها، انتقاماً لإعدام قاسم سليماني هو موجه لنا “هنا” في السعودية وعلينا الاقتناع بذلك يقيناً، لأن ملالي طهران لا يرون في الدنيا عدواً غيرنا، وبحقدهم وعداءهم التاريخي لنا يُصرون أننا من قتل السفاح، قاسم سليماني، مع أن امريكا برئيسها وجيشها ومخابراتها يعلنون انهم الذين قتلوه لما يشكله من خطر عليهم وعلى العالم!!.
تيقظوا للمجانين وعملائهم، فالجرح عميق في قلوبهم وينزف. نحن الأقدر والأنجح بفضل الله، وسينهارون بعونه تعالى ثم بصمودكم وبجهادكم دفاعاً عن أنفسكم وقيادتكم ، وعن بلادكم المقدسة؛وهنا تبرز اهمية إبلاغ المواطن عن أي معلومة مهما كانت.
والحذر.. الحذر من الإستهانة بعدو حاقد، والحذر من الغفوة ولو للحظة، فمقصدهم اعتداء كبير بأيادي الأُجراء المجرمين، ليستعيدوا في ايران اعتبارهم وهيبتهم التي مُرغت بالتراب امام شعوبهم وعملاءهم وميليشياتهم بقيادة حسن نصر الله.
إنهُم ثورة إرهابية وليسوا دولة محترمة كالسعودية أو جيبوتي أو اليونان. اتمنى ان الرسالة وصلت للمسؤولين والمعنيين اضافة لما لديهم من قوة ويقظة وحقائق؟. اللهم احفظ بلادنا وقادتها ومقدساتها.