تغلبت الرغبة والهواية عند الفنانة التشكيلية، العنود الرشودي، على تفوقها باللغة الإنجليزية، ورفض والدتها دخول مجال الرسم والفن التشكيلي، حينما مالت نحو التخصص الفني والتشكيلي، وبدأت مشوارها الجامعي والأكاديمي “بمخادعة” والدتها، التي سلمت بالأمر الواقع، وباركت لها خيارها، بعد أن كانت تطمح إلى دخول ابنتها لمجال دراسة اللغة الإنجليزية. العنود الرشودي، التي تشارك بمعرضها الخاص، في مهرجان ربيع بريدة 1441ه، تحكي بداياتها في مجال الرسم والفن التشكيلي، حينما تتذكر طفولتها المبكرة، وكيف كانت تميل إلى جمع المختلف والمتضاد في التركيب والصف والإعداد، والوقوف والتدبر أمام محتوى ما يقع بيدها، والسؤال الدائم والمتكرر عن أصل وكيفية وطريقة عمل وتشغيل وطبيعة كل مقتنيات التسلية والألعاب الخاصة بها، إلى أن تطور الأمر خلال مرحلة الدراسة المتوسطة والثانوية، لتبدأ بواكير الموهبة لديها، ونبوغها في مجال الرسم والتلوين، وتميزها باختيار اللون، ومطابقة التركيب، والإبداع –مقارنة بعمرها- في الاحتواء الذهني للصورة والعمل الفني المراد تنفيذه وإنجازه. وتواصل العنود سرد مشوارها التشكيلي، بأنها واجهت عدة مصاعب وعقبات قبل أن تدخل المجال الأكاديمي والجامعي في تخصص التربية الفنية، حينما تضاربت رغبتها وهوايتها، مع إرادة والدتها، التي كانت ترى فيها تفوقًا وتميزًا في اللغة الإنجليزية، ما جعلها تحرص كل الحرص على دخول ابنتها تخصص اللغة الإنجليزية، الأمر الذي دعا بالعنود إلى ابتكار “حيلة” أثناء تسجيلها لرغبات القبول والتسجيل في جامعة القصيم، حينما وضعت خيارها الأول والثاني والثالث، في استمارة القبول الرسمية، لتخصص التربية الفنية، في حين عمدت إلى ورقة بيضاء خارجية أخرى، ليس لها اعتبار، لتضع فيها خيارات تلبي ما تطمح إليه والدتها، بتسجيل اللغة الإنجليزية فيها كخيار أول، ليتم قبولها بعد ذلك على ضوء خياراتها الحقيقية، ولتقبل حين ذلك والدتها بالأمر الواقع وتباركه، بعد أن كشفت “العنود” لأمها الحيلة التي قامت بها. العنود، التي تعمل –الآن- معلمة للتربية الفنية، في المدرسة 59 الابتدائية بمدينة بريدة، تضيف أنها واصلت مشوارها المهني وهوايتها، التي دخلت مرحلة التخصص الجامعي، والتقنين المعرفي، بحصولها على عدد من الدورات المتخصصة في المملكة ودولة الكويت، على يد عدد من الأساتذة من البحرين ومصر، لتصل إلى مرحلة إنشائها لأول مرسم نسائي بمدينة بريدة، تحت اسم Anoody-art يهدف إلى نشر الثقافة الفنية وتعليم الرسم والأشغال اليدوية، وتطوير المهارات والمنهج الفني، من خلال عدد من الدورات في مجال الأسس المهارية في عالم الفن بمواد الرصاص والفحم، ورسم البورتوريه الواقعي والرسم الزيتي، والأولوان المائية، ودورات فن الديكوباج والموزاييك والحرق والحفر على الخشب، وغيرها. وتناولت العنود طبيعة عملها الفني، وكيفية إنجازها للوحاتها التشكيلية، حينما ذكرت أنها خصصت لها معملها الخاص في الرسم، وجمعت مكوناته على مدار سنوات، وأنها لا تتجاوز في حال تفرغها التام للرسم والتشكيل اكثر من يومين في اللوحة التي تعمل بها، بعد أن تستدعي جميع أطرافها من خيال وتصور ومجالات إبداع وإضافة، كي تخرج في نهاية المطاف بقطعة فنية تحاكي الواقع من جهة، وتعبر عن موهبتها وأفقها من جهة أخرى.