قبل عدة أيام ، وفي جو هادئ .. في منتصف الليل مع الشتاء البارد .. على تلّة من تلال الصحراء .. ونور القمر وشبة نار تدفئ جلستنا .. وبكلمة من هذا وبيت قصيد من هذا وتأمل وتفكر إلى سماء بعيدة قريبة .. إلى النجوم المُزيّنة .. إلى أرض مُلئت بالجَمال والجِمال والرجال .. وبفنجال قهوة عربية أصيلة على الجمر طُبخت .. وبالهيل كُلّفت .. وبأيدٍ كريمة ضُيّفت .. اكتمل معنى السلام والسلام والسلام . وهنا شاعرنا يطربنا بأبيات كادت أن ترقص الجمال من جمال الصوت وعزف الرمال .. قائلاً : ” أنا الصحراء يا من تجهلني … أنا البيداء شائكة غصوني … سلو التاريخ عمن مات فوقي … وأين قبورهم ؟ لا تسألوني … سلو الأعراب عن حبي وشوقي … وجودي بالعطايا إن أتوني … وعن وحش تربى في جبالي … وعن ظبي توارى في متوني … عند القيظ حائرة رمالي … نسيمي غض إن نامت جفوني … شروق الشمس يغلق في دلالي … وعند غروبها …………… ” وإذ بهاتف أحدنا يقاطع جو الهدوء والخيال .. ينبه صاحبه على وصول رسالة له .. لم نلق لها بالا وأخذنا نعود على وضعنا ، وإذ بهاتف آخر .. وبعده الهاتف الثالث والرابع !! أمسك كل واحد منا هاتفه لينظر من المرسل المزعج ؟ .. وما هي الرسالة التي أيقظتنا من سكوننا من تأملنا !؟ سرعان ما وصلنا الجواب .. فإذا هي بداية فاصلة جديدة لتكوّن سلسلة جديدة من فواصل شباب .. لتكون حقيقة من الشباب إلى الشباب .. لكن هذه المرة شباب مرّ عليهم الزمن .. شباب في بادئهم عاديين ولكنهم سطروا بأفعالهم مجدهم ومجد أممهم ، باختصار لم يرضو بأن يكونوا مثل غيرهم من الشباب ، قرروا بأن يكون لهم فاصلة في هذه الحياة ، وان يستخدموا تلك الأجساد التي جعلها الله في الأرض ليعمروها بحبهم وأفكارهم وأيديهم .. فكانت الرسالة : ” الإسلام بحاجة إلى نجوم تضيئ فجره .. فستجد في السيرة خالدَ القائد ، وحسان الشاعر ، وبلال المؤذن ، وسلمان المخطط ، وعثمان التاجر ، وأنس الخادم ، وأبو هريرة الحافظ ، وأُبَيّ القارئ .. كلٌّ منهم لمع نجمه في أفقه الخاص .. ليخدموا قضية واحدة .. فجد نجمك أنت وكن مضيئاً حيثما كنت ” لن نقف هُنا .. فهناك حكاية من الشباب لنا نحن ! .. يتبع ..