بقلم | جواهر العتيبي لم تكن هذه زيارتي الأولى لسجون المباحث بجدة ، فقد سبق وأن قمتُ بزيارتها والمشاركة في أحتفالهم ببرنامج إدارة الوقت ، فعجبت مما رأيت بل وقفت مكتوفة الأيدي ملجمة اللسان لما رأيت ولوهلة ظننت أنني بعالم أخر من الرفاهية ، وكأنني أقف في أحدى المدن السويسرية ، واليوم في أحتفالهم باليوم الوطني 89 (همة حتى القمة) أيقنت أني أقفف على أرض سجون المباحث ولم تتجاوز قدمي أرض بلادي ، هنا وقفت بعيدةً أتامل ماحولي من تنظيماً لم أرى له شبيه في الدقةِ والأتقان ونبل خُلقً ارتسم على اوجة رجال المباحث ، ورحابة صدرً لو وزعت على من في الأرض لكفتهم وفاضت ، لم أعي واستوعب عبارة رؤية 2030 او قد اكون لم أفهم لما تطمح هذه الرؤية إلا أنني رأيت اليوم بأم عيني ماذا تعني رؤية 2030 ، قد لا أستطيع وصف مارأيت ولكني أيقنت أن مارايته هو امتداد لتطور سجون المباحث بجدة من افضل للأفضل . كثيراً مايطرق مسامعنا عن مأسي تُدار في السجون ولكن الواقع في بلادي يتحدث بعكس ذلك ، ومنطلقً من تهذيب الذات والعدول عن الخطأ سعت سجون المباحث بجدة أن تصنع من النزلاء أيدي عاملة يعتمد عليها وتستند حياتهم على ماتجود به أياديهم من أعمال . عجباً لما رأيت نزلاء بُسطاء يتحولون إلى رسامين تشكيليين، تمتد ريشتهم إلى رسم مستقبلاً مزهر يخط طريق الصلاح فيجبرني أن ارفع قبعتي أحتراماً وتقديراً لرجال مباحث السجون بجدة لما أنجزوه من تطور وإصلاح.