بقلم | أ.د.مبارك بن سعيد حمدان ديننا الإسلامي دين القيم الحميدة والصفات النبيلة. دين الخير والسلام والمحبة والحلم والأناة. دين الدعوة إلى التسامح والعفو والصفح والتعايش. ومن أعظم القيم التي يجسدها ديننا السمح الابتعاد عن سرعة الغضب والانفعال التي ربما تجني على صاحبها وتدلف به إلى متاهات الجحيم والمسارعة في اتخاذ تصرف أحمق يؤدي بصاحبه إلى مهاوي الردى. والله يدعو المسلم إلى إلى إعمال عقله واستخدام تفكيره وعدم التعجل في اتخاد ردود فعل سلبية وقاتلة في معظم الأحيان. وإذا كانت مرحلة الشباب تتسم بالحماس والطاقة والحيوية والقوة والنشاط فإن ذلك يتطلب من الشاب التصرف العقلاني وتفعيل تلك الصفات بصورة إيجابية والبعد عن إيذاء الآخرين وتجاوز حدود الأدب واللياقة في تعامله مع الناس. حيث يميل بعض الشباب إلى فقدان أعصابهم وتفريغ ثورتهم الشبابية وطاقتهم في التصرف بعنف لا تحمد عقباه. وتبدو عليهم علامات الغضب والانفعال والتصرف بطريقة عشوائية دون تفكير في حساب للعواقب. ويحصل من بعض الشباب ممارسات وسلوكيات سلبية سواً عند قيادة السيارات أو في الطرقات أو عند التفحيط والمهايطات وتكون النتيجة اعتداء على الناس وجرح وقتل وإعاقات. ومتى يستيقظ الشاب؟بعد أن يقع الفأس في الرأس ويكون خلف القضبان. ولذلك يجدر بأفراد المجتمع عموماً والشباب خصوصاً التحلي بالحلم والأناة والابتعاد عن سرعة الغضب والانفعال . فللغضب آثاره السلبية المدمرة للفرد والمجمتع وتفكيك الأسرة إلى غير ذلك . ومن الحكم الجميلة والأمثلة المفيدة التي قيلت في هذا الشأن: (من أطاع غضبه أضاع أدبه ) ( أول الغضب جنون وآخره ندم). وليتذكرالإنسان وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم لأحد أصحابه عندما قال له:أوصني فقال له الرسول صلوات ربي وسلامه عليه: لا تغضب وكررها مراراً. وفي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله:(ليس الشديد بالصرعة ولكن الشديد هو الذي يملك نفسه عند الغضب). لذلك أخي العزيز إذا كنت من الذي يغضب بسرعة في أي موقف فحاول القيام بالآتي: اذكر الله وتعوذ من الشيطان وهمسه ووسوته. غير من وضعيتك إن كنت واقفاً اجلس أو العكس وخذ نفساً عميقاً وقم ببعض الحركات الرياضية الخفيفية والبسيطة. عود نفسك على التحلي بالحلم والتأني وامتصاص غضب الطرف الآخر. ابتعد عن حمل واستخدام الأسحلة بأنواعها الباردة أو البيضاء والثقيلة. تذكر ما أعده الله سبحانه وتعالى لمن يكظم غيظه ويسيطر على غضبه ويملك زمام نفسه عند الانفعال (والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس). وما أشار إليه الرسول صلى الله عليه وسلم حيث قال: (مَنْ كَظَمَ غَيْظًا وَهُوَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يُنَفِّذَهُ دَعَاهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رُءُوسِ الْخَلاَئِقِ حَتَّى يُخَيِّرَهُ في أي الْحُورِ شَاءَ). وقال: (ما تجرع عبد جرعة أفضل عند الله من جرعة غيظ يكظمها ابتغاء وجه الله عز وجل). وما نشاهده ونلحظه في وقتنا الحالي من اعتداءات وقتل أنفس واستخدام للأسلحة وتجاوز للأنظمة يحتم اتخاذ إجراءات حازمة وأساليب توعوية جادة ومتواصلة من خلال عقد محاضرات وندوات وورش عمل وحلقات نقاشية تشارك فيها كل مؤسسات التنشئة الاجتماعية والتربوية. التعريف بعواقب الغضب والانفعال. القيام بدراسات وبحوث علمية لدراسة مثل هذه الحالات ومعرفة دوافعها. حفظ الله الجميع ورزقنا الحلم والتأني والقدرة على ضبط أنفسنا عند الغضب.