تعاملت خلال سفرتي في المنطقة الجنوبية مع الحدادين والكهربائين.. مع الأطباء والمهندسين.. مع الموظفين والإداريين.. مع البائعين.. مع الكريم والبخيل.. وكل شخص أتعامل معه تُرسم مهنته في لوحة كبيرة تسمى ” الحياة”.. تعلمت أن الحياة عبارة عن أدوار يعيشها الإنسان وهي أرقام ربما تكون مخيفة.. حياتنا صارت عبارة عن أرقام.. أنت معروف في نظام العالم برقم جوازك وفي بلدك برقم هويتك وفي جامعتك برقمك الجامعي وفي السوشل ميديا برقم المتابعين او الأصدقاء وفي وظيفتك بالرتبة الوظيفية وفي طابور المطعم برقم فاتورتك وأي واحد رح يحاول يتواصل معك برقم جوالك ويلي يعتبر نفسه أنه ملك الكون .. رح يكون أهم شي عنده الأرقام الأرقام.. ورح يحاول زيادتها وممكن يشتري لوحة سيارة بآلاف الدولارات عن شان يقول الناس.. لوحته فخمة ورقم جواله مميز.. وإذا واحد حظره بسبب ان محتواه ما يحبه المتابِع.. ” افاااا وأنا بعد بحظره، على ايش شايف حاله” هذا بكون حال لسانه هوس الأرقام صار كبير.. والجهلاء يتفاخرون بالإزدياد.. ولما يكون الإزدياد في مضرة وفساد بتكون الأمور طامة.. لذلك في #غزوة_حنين وصفهم الله سبحانه بأنهم أعجبتهم كثرتهم.. تفاخروا بالعدد.. لذلك في بداية الأمر هزموا ولم يهزموا من قلّة.. إذا زاد هوس الأرقام.. رح تكون في خسائر هائلة. والأرقام في المكانة الإجتماعية لها دور كبير.. فالأب هو الرقم ” واحد” في أسرته.. وربما رقم ٤ بين أصدقائه وربما رقم ١٠ في عمله، وهكذا.. كلما تنقل الإنسان من مكان إلا مكان يتغير رقمه.. على حسب أهميته وخبرته وعمله وحنكته..والمشكلة إذا تعامل الإنسان على أنه رقم واحد في كل مكان وزمان.. هنا تكمل المشكلة.. فكم من تاجر كان رقم صفر في العمل.. ثم انتقل إلى رقم واحد فكان مالك العمل أو رئيسها.. التجربة تتيح لك هذه الأرقام أن تعيشها بحذافيرها.. فلولا التجارب لما وصل أديسون إلى ما وصل إليه.. والكتب تعطيك خيار من خيارات التجارب التي تفتح عينيك إلى آفاق جديدة وتقول لك بكل هدوء ” تفضل وتعرف على تجارب الكاتب” السفر بين العقول والسطور رحلة ممتعة رغم مشقتها .. هناك الشرقي والغربي.. هناك من يتفق مع آرائك وهناك من يختلف.. هناك من هو على نفس ملتك ودينك.. وهناك من هو على غير ذلك.. هناك الكثير من الكلمات التي ستمر عليك من أجمل ما سمعت الأذن.. وهناك كلمات لو زُينت بالذهب لأخلّت به.. ” وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا.. إن أكرمك عند الله أتقاكم” عش الحياة على أنها تجربة، وختامها تكريم!